انتقلت إلى رحمة الله الفقيدة شهيدة بن يمينة، نهاية الأسبوع، بعد مرض عضال ومسار طويل في مجال الصحافة الخاصة بغرب البلاد وظلت لآخر أيامها تشغل منصب مديرة الموارد البشرية والمالية في جريدة " لوكوتيديان دوران" منذ تأسيسها في 14دسيمبر 1994، وهي واحدة من المؤسسين الأولين لشركة ذات الأسهم رفقة 87 مؤسسا من منطقة غرب البلاد.
تعتبر الفقيدة من بين النساء اللائي خضن مغامرة الصحافة الخاصة في الجزائر خلال فترة حكومة مولود حمروش، كمؤسسة مسيرة.
الفقيدة بن يمينة شهيدة غادرت جريدة " الجمهورية" العمومية حيث كانت تشتغل في الإدارة و خوض تجربة تأسيس أول يومية " الجمهورية الجديدة- لانوفيل ريبيبليك la nouvelle république" رفقة مجموعة من الزملاء من بينهم عبدو بن عبو و بن ذهيبة عدة و آخرون، لكن المشروع لم يكتب له النجاح مثل العديد من العناوين الإعلامية في تلك الفترة. عاودت الكرة رفقة زميلها عبدو بن عبو و الراحل فضيل بابا أحمد و مجموعة من 87 مساهما من الصناعيين والتجار و وجهاء وهران والمنطقة الغربية يحملون ما بين واحد و عشرة أسهم، في تركيبة مالية ذكية لتفادي سطوة أصحاب المال على مضمون الجريدة.
انطلقت مغامرة الجريدة تحت إشراف عبو بن عبو كرئيس مدير عام وشهيدة بن يمينة كمديرة الموارد البشرية و المالية و مجموعة من أقلام مثل عميد الصحافة الرياضية عجال الهواري و الراحل بومعزة و فصيل بابا أحمد و آخرون. الراحلة ضحت بالنفس و النفيس من أجل نجاح المشروع و احتلاله المراتب الأولى من حيث السحب و ربح معركة المضمون بملاحق ذات نوعية و توظيف أكبر الأقلام في الجزائر مع الاعتماد على فريق صحفي محترف في قاعة التحرير المركزية بوهران.
وكانت الفقيدة بمثابة الركيزة الأساسية في استمرار الجريدة و السهر على ظروف طباعة اليومية في ساعات متأخرة من الليل و الوقوف على التوزيع، على حساب حياتها الخاصة و صحتها. تكللت مجهوداتها رفقة فريق العمل باقتناء أول مطبعة خاصة بغرب البلاد لسحب الجريدة والحفاظ على هامش الحرية.
و كتب عبو بن عبو في افتتاحية الجريدة في رثاء الفقيدة " لا نبالغ عندما نقول إنها دفعت حياتها ثمنا لديمومة و استمرار المؤسسة". وأضاف في نفس الافتتاحية " أحسن تكريم للفقيدة هو الحفاظ على الإرث الذي تركته والإبقاء عليه لتبقى حاضرة بين من عرفها عن قرب منذ ثلاثين سنة". وهي رسالة آمل في رفع تحد استمرار مؤسسة " لوكديتيديان دوران" رغم الأزمة الخانقة التي تعيشها الصحافة الورقية و تفادي إفلاس العنوان من خلال الانتقال نحو الصحافة الرقمية و إثراء الموقع و خلق قناة ويب و الحضور على شبكات التواصل الاجتماعي.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال