الأستاذ يعمل 40 سنة خدمة فعلية وهو الأكثر عرضة للأمراض العصبية!

+ -

 طالبت نقابة عمال التربية بإدراج التعليم ضمن المهن الشاقة التي يستثنيها قرار إلغاء التقاعد النسبي، كون الأستاذ، وحسب معايير منظمة اليونسكو، يستوفي 40 سنة عملا فعليا، لأنه يعمل 240 ساعة إضافية كل سنة مقارنة بمستخدمي الوظيف العمومي، وهو أيضا عرضة للأمراض العصبية وأمراض القلب والشرايين والعظام والعمود الفقري والحنجرة والحساسية.كشفت نتائج دراسة معمقة أجرتها النقابة الوطنية لعمال التربية حول مشروعية مطلب عدم المساس بالتقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن في قطاع التربية وإدراج التعليم ضمن المهن الشاقة، أحقية مستخدمي التربية، لاسيما الأساتذة، بهذه الصيغة التي تقرر رسميا إلغاؤها بداية من العام المقبل.وأشارت نتائج الدراسة إلى أسباب ترتبط بالمؤسسة التعليمية، حيث لم يتطور فضاء المدرسة، بل بقي متكلسا بشكل حوّل القسم إلى بؤرة تجمع عديد التناقضات، يضطر المدرس لترتيبها ومحاولة حلها في حيز مكاني وزمني لا يساعد على ذلك، ما ينعكس على عمله. وقدر أصحاب الدراسة ساعات العمل في الطور الابتدائي بـ30 ساعة، مقابل 22 ساعة في المتوسط و18 ساعة في الثانوي، علما أن المدرس عالميا مطالب قانونيا بـ18 ساعة.وحسب معايير اليونسكو، فإن ساعات التدريس أي 18 ساعة عمل داخل القسم وبحضور التلاميذ تعادل 40 ساعة عملا فعليا كأدنى تقدير، كون كل ساعة عمل داخل القسم يرافقها ما لا يقل عن ساعة وربع بين إعداد للعمل وتقييم له.الدراسة نفسها ركزت على الساعات الإضافية، كونها تثقل كاهل الأستاذ، جدول بمعدل ساعتين 2 إلى أربع 4 ساعات، وتصبح القاعدة العامة للتدريس بناء على ذلك هي 20 ساعة تتركب من 18 ساعة في القسم أي 40 ساعة ونصف ساعة كعمل فعلي أسبوعيا وساعتين إضافيتين، أي أربع ساعات ونصف ساعة، ليصبح المجموع الفعلي يعادل 45 ساعة عمل فعليا، ما يعني خمس ساعات زائدة على نصاب الموظف في قطاع الوظيفة العمومية أسبوعيا و20 ساعة شهريا و240 ساعة سنويا. وبعملية بسيطة، فإن موظف التربية يعمل 32 سنة فعلية حسب دراسات اليونسكو، ويكون قد عمل ثماني سنوات إضافية خلال مساره المهني تدخل في خصوصية المهنة ومشاقها، لتصبح سنوات العمل 32 سنة عملا فعليا زائد ثماني سنوات حسب دراسة اليونسكو أي 40 سنة عمل مقارنة بموظف آخر في الوظيفة العمومية عمل 32 سنة. يضاف إلى كل هذا، ظاهرة الاكتظاظ وانعكاسها على ساعات العمل الفعلي، فمعدل تلاميذ القسم يبلغ حوالي 35 تلميذا أي بزيادة عشرة تلاميذ مقارنة بأرقام اليونسكو. وبعيدا عن الأرقام، تبقى الأمراض المهنية المشكل الكبير الذي يؤرق الأستاذ وغالبا ما تكون سببا في مغادرته القطاع قبل انقضاء سنواته الفعلية، ويتعلق الأمر بالأمراض العصبية التي تنتج عن الإرهاق والضغط الشديدين، وكذا أمراض القلب والشرايين وأمراض العظام والعمود الفقري والحنجرة والحساسية والأمراض الجلدية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات