عملية سوسة قصمت ظهر القطاع السياحي في تونس

+ -

تمثل عملية سوسة ضربة قاصمة للقطاع السياحي في تونس، لاسيما وأنها تأتي في بداية الموسم الصيفي وفترة الذروة، ويبقى هذا القطاع عصب وشريان الاقتصاد التونسي، فاستنادا إلى تقديرات المنظمة العالمية للسياحة والمجلس العالمي للسياحة والأسفار، فإن القطاع يمثل 7.4 في المائة من الناتج المحلي الخام، هذا الأخير يقدر حسب البنك العالمي حوالي 47 مليار دولار، أي أن القطاع السياحي في تونس يمثل 3.74 مليار دولار، ويشغل 473 ألف شخص أو ما يعادل 13.9 في المائة من اليد العاملة النشطة. وتأتي عملية سوسة بعد أربعة أشهر من عملية باردو، واللتين استهدفتا القطاع في الصميم، بعد أن بدأ يتعافى تدريجيا من الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي في 2011، وبروز حالة اللاأمن، وكان من المنتظر، حسب توقعات المنظمات الدولية، أن تستقطب تونس ما بين 8 إلى 10 ملايين سائح، بعد أن كانت تستقطب 7 ملايين في 2008، وكانت السياحة تغطي 56 في المائة من العجز التجاري التونسي، وتمتلك قدرة إيواء بحوالي 250 ألف سرير، وهو مستوى كبير، إذا ما قورن بالجزائر التي تمتلك 95 ألف سرير، فضلا عن مستوى الخدمات، لذلك كانت تونس تستقطب ما بين 800 ألف إلى 950 ألف جزائري سنويا، بينما كان هنالك ما بين 1.5 و1.7 مليون ليبي، ولكن استهداف تونس، سيؤثر على المقصد السياحي الرابع في المنطقة بعد مصر وجنوب إفريقيا والمغرب، فبعد تسجيل تونس لـ4.78 مليون سائح في 2011، ارتفع عدد السياح إلى 6.27 مليون في 2013 ليعود إلى التراجع النسبي إلى 6.07 مليون في 2014، وقد بين تقرير البنك المركزي التونسي بعد عملية باردو أولى مؤشرات التراجع، حيث تراجع عدد الإقامة في الفنادق بنسبة 21.9 في المائة في أفريل 2015، أي شهرا بعد عملية باردو، على امتداد سنة 2015، نتيجة إلغاء الحجوزات، بينما عرفت النسبة في 5 أشهر من 2015 تراجعا بـ17.6 في المائة، وانخفض عدد السياح بـ16.8 في المائة أو بـ1.9 مليون سائح.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: