لم تمر الذكرى الـ80 لمجازر الثامن ماي 1945 مرور الكرام على أبناء جاليتنا في مرسيليا، جنوب فرنسا، حيث استذكرت جمعية "المعراج" بالتنسيق مع القنصلية العامة للجزائر بمرسيليا ذكرى المجازر تلك، والمحطات التاريخية التي صنعها الشعب الجزائري وأرّخ لثورة التحريري المجيدة.
وقد تخللت هذه الفعالية التاريخية الثقافية الاجتماعية، عدة أنشطة ثقافية قدّم من خلالها تلاميذ جمعية "المعراج" النشطة لوحات فنية وتعبيرية سلطت الضوء على المحطات التاريخية الكبرى في نضال الشعب الجزائري، وكفاحه المستميت من أجل استرجاع سيادته الوطنية.
وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت رئيسة جمعية "المعراج"، السيدة ابن عزوز على أهمية ترسيخ الذاكرة الوطنية في أذهان الأجيال الصاعدة، خاصة في أوساط الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، منوهة بالدور الذي تلعبه الجمعيات في نقل هذه القيم النبيلة.
إلى ذلك ثمّن منتسبو جمعية "المعراج" العمل الذي تقوم به ممثليتنا القنصلية بمرسيليا، التي لم تتأخر في فتح أبوابها أما أبناء الجالية الجزائرية في هذه المنطقة، كما في باقي التراب الفرنسي، فهاهي القنصلية وموظفيها، تقول رئيس الجمعية، تفتح أبوابها للتلاميذ المنتسبين للجمعية، وتشجعهم، بذلك، على الإبداع، والتفاعل مع التاريخ الوطني، بما يعزز انتماءهم ويجعلهم أكثر وعياً بأهمية التمسك بالهوية الوطنية.
وقد قدّمت المجموعة الصوتية للجمعية، أمام الحضور في فعالية استذكار مجازر الـ8 ماي، ملحمة فنية رائعة جسّدت معاناة الشعب الجزائري خلال تلك الحقبة، وعكست الروح الوطنية والتضحيات الجسام التي قدمها الأجداد من أجل نيل الحرية.
"ضرورة تعزيز الوعي التاريخي لدى الأجيال الجديدة، لا سيما في المهجر"
من جهته ألقى مسيّر شؤون القنصلية العامة الجزائرية بمرسيليا بالنيابة، عادل مداحي كلمة ذكّر فيها ببشاعة المجازر المرتكبة في حق الشعب الجزائري الأعزل، والتي جاءت في وقت كانت تحتفل فيه فرنسا بـ"انتصارها" على النازية، بينما كانت قواتها على الضفة الأخرى من المتوسط ترتكب مجازر دموية ضد المدنيين الجزائريين، في واحدة من أبشع صفحات الاستعمار، الملطّخة بالدم والدمار والدموع
وقال مداحي بأن مجازر 8 ماي 1945 كانت بمثابة الشرارة التي مهدت لانطلاق الثورة التحريرية المجيدة في الفاتح من نوفمبر 1954، والتي توّجت باستعادة السيادة الوطنية وخروج المستعمر الفرنسي مذلولًا مدحورًا، مشيرا إلى أنه ومنذ سنة 2020، تم ترسيم ذكرى مجازر 8 ماي كيوم وطني للذاكرة، تخليدًا لأرواح الضحايا واستحضارًا لتضحياتهم الجليلة.
كما شدّد المسير بالنيابة لشؤون القنصلية العامة الجزائرية بمرسيليا على ضرورة تعزيز الوعي التاريخي لدى الأجيال الجديدة، لا سيما في المهجر، مؤكدًا أن هذا الوعي يُعدّ صمام أمان لحماية الهوية الوطنية، مختتما كلمته بالتأكيد على أن ملف هذه المجازر لا يزال مفتوحًا، ويُعد من أبرز الملفات الحساسة في مسار ا لعلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال