تتواصل بولاية المدية عملية حصاد محصول السلجم الزيتي على مستوى وحدة الإنتاج "سي عاشور" بدائرة بني سليمان، وسط ظروف تنظيمية وتقنية محكمة، بفضل استخدام معدات حصاد متخصصة تضمن جمع البذور بكفاءة عالية وتقليل نسبة الفاقد إلى الحد الأدنى.
وتأتي هذه العملية في إطار المخطط الفلاحي الوطني الذي يهدف إلى تعزيز إنتاج الزيوت النباتية محليًا، وتقليص الاعتماد على الأسواق الخارجية، خصوصًا في ظل التقلبات الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق الدولية.
وقد أظهرت المعطيات الميدانية نجاحًا بارزًا لهذه الزراعة في ولاية المدية، حيث سجلت إنتاجية معتبرة تراوحت بين 27 إلى 30 قنطار في الهكتار الواحد، وهي من بين المعدلات الأعلى على المستوى الوطني، هذا الإنجاز جعل من المدية ولاية رائدة في زراعة السلجم، خاصة مع توسع المساحات المزروعة بفعل الإقبال المتزايد للفلاحين على هذه الزراعة البديلة ذات الجدوى الاقتصادية.
وتؤكد مديرية المصالح الفلاحية والغرفة الولائية للفلاحة أن هذه النتائج الإيجابية تعزز من فرص التوسع في زراعة السلجم الزيتي بالولاية، بدعم ومرافقة تقنية متواصلة من الجهات المختصة، لا سيما المعهد التقني للزراعات الواسعة، الذي يوفر الإرشاد منذ مرحلة البذر إلى غاية الحصاد.
كما تراهن السلطات الفلاحية على استغلال السلجم بشكل مزدوج، من خلال استخراج الزيوت من البذور، واستعمال المخلفات النباتية كعلف غني بالبروتينات، إلى جانب دوره في تحسين خصوبة التربة ما يعزز من ديمومة هذا النشاط الزراعي.
في المحصلة، تبرز زراعة السلجم الزيتي في ولاية المدية كتجربة واعدة من شأنها المساهمة في تنويع الإنتاج الفلاحي الوطني، وتعزيز الأمن الغذائي، وتقليص فاتورة الاستيراد، ما يجعلها خيارًا استراتيجيًا يجب مواصلة دعمه وتطويره.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال