أصدرت وزارة المالية، رسالة "التأطير"، التي تتضمن التوجيهات الاستراتيجية الأولويات والإطار المنهجي الذي ينبغي اتباعه، خلال تأطير أشغال تحضير المشروع التمهيدي لقانون المالية وميزانية الدولة لسنة 2026، و للفترة 2027-2028 و ذلك، على غرار السنوات السابقة، حيث تقرر تنظيم المناقشات الميزانياتية المتعلقة به، ابتداء من 22 جوان 2025 .
وأمرت الوزارة، بصياغة كل تدبير مقترح، في شكل مشروع مادة، وعرض الأسباب المتعلق بها، مع تحديد الأثر المالي الناجم عنها.
ويجب إرسال مشاريع الميزانيات، متعددة السنوات، مرفقة بمذكرة عرض للقطاع، وبالتقرير حول الأولويات والتخطيط، وكافة الوثائق الملحقة مملوءة بعناية، إلى وزارة المالية، بالمديرية العامة للميزانية على أقصى تقدير بتاريخ 15 جوان 2025، كآخر أجل.
واعلنت مصالح الوزارة، من خلال المراسلة رقم 1812، الموجودة بحوزة " الخبر"، بانه سيتم اعتماد نهج" واقعي حذر وصارم" لتوجيه الاقتراحات الخاصة بميزانياتية 2026، مع الأخذ بالاعتبار، للتوجيهات الاستراتيجية المرتبطة بالأولويات.
فالظرف الحالي الذي يتميز بتحديات اقتصادية معقدة، زادتها حدة التوترات الجيوسياسية وآثار التغيرات المناخية، حسبها، يستلزم توخي المزيد من اليقظة، وتأقلم سريع للاقتصاد الوطني، مع التحولات العالمية، مع الاستجابة للتطلعات الاجتماعية المتزايدة باستمرار.
وفضلا عن ذلك، فإن المواصلة الفعالة للتطبيق التدريجي لميزانية البرامج المبنية على النتائج، تقتضي، من وجهة نظر الوزارة، تعزيز نهج الأداء، في إطار أشغال تحضير المشروع التمهيدي لميزانية الدولة لسنة 2026.
كما يهدف اعتمادها، إلى توجيه التسيير نحو تحقيق النتائج، ضمن القيود الميزانياتية، ويتعلق الأمر بمنح الأولوية، للاختيارات الميزانياتية، المبنية على محاور استراتيجية متناسبة، مع توجهات السياسة الوطنية.
توسيع الوعاء الضريبي وتطوير القطاعات خارج المحروقات في مشروع ميزانية 2026..
ومع مستوى نفقات متوسط قدره 17.400 مليار دينار، للفترة 2025-2027، كما هو محدد في قانون المالية لسنة 2025، وتغطية غير محتملة، من الموارد المتوقعة، فإنه من الواضح أننا مطالبون باعتماد نهج مبني على تحسين الإيرادات وانضباط ميزانياتي، من خلال توسيع الوعاء الضريبي وتطوير القطاعات خارج المحروقات، وذلك مع بذل جهود للتحكم في التزاماتنا للحفاظ على توازنات الخزينة على المدى القصير واستدامة الميزانية على المدى المتوسط..".
بمراجعة أو تأجيل الأنشطة غير ذات أولوية و/ أو التي لم تثبت جدواها...
وعليه، أمرت مصالح الوزارة، الأمرين بالصرف بمراجعة، أو حتى تأجيل الأنشطة غير ذات أولوية و أو التي لم تثبت جدواها، وذلك حسب مستوى الإمكانيات المالية المتاحة.
ويتعلق الأمر" من الآن فصاعدا "، بترتيب الاحتياجات المعبر عنها، حسب الأولوية، كنفقات غير القابلة للتقليص، والحفاظ على مصالح الدولة، مع تخصيص الهامش المالي المتوفر لتغطية المحاور ذات الأولوية الملتزم بها من طرف السلطات العمومية.
كما يجب أن تواكب ميزانية الدولة، التحديات الهامة التي ينبغي رفعها والتي تترجم إرادة تعزيز وتيرة تحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي، مع الحرص على مراعاة معايير القدرة على تعبئة الموارد المحتملة، حيث يتم اعتماد نهج" واقعي حذر وصارم" لتوجيه الاقتراحات الخاصة بميزانياتية 2026، مع الأخذ بالاعتبار، للتوجيهات الاستراتيجية المرتبطة بالأولويات.
و بناء على ذلك، تقترح المراسلة، تعزيز الانتعاش الاقتصادي وتنويع مصادر النمو، من خلال دعم القطاعات الإنتاجية، و تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، و وتعزيز خلق فرص الشغل، و تولى عناية خاصة للقطاعات، ذات القيمة المضافة العالية، وإمكانيات التصدير الكبيرة، تماشياً مع جهود تنويع الاقتصاد الوطني.
وهو امر مرهون، بمتابعة إنجاز المشاريع الهيكلية الكبرى مثل خط السكة الحديدية المعدني الغربي، بشار تندوف غار جبيلات، و خط السكة الحديدية المعدني الشرقي عنابة - جبل العنق، و توسيع شبكة السكك الحديدية نحو أدرار وتمنراست، مع مرافقة المشاريع الفلاحية الهيكلية في الجنوب، و التنفيذ التدريجي لبرنامج تهيئة وتحديث العاصمة في آفاق 2030.
اضافة إلى تعزيز الصمود الغذائي والمائي، في مواجهة التغير المناخي، وتعزيز قدرات تخزين الحبوب، من خلال متابعة بناء الصوامع، ودعم أجهزة إعانة النشاط الفلاحي، ومتابعة أشغال الربط البعدي للمحطات الجديدة لتحلية مياه البحر، وكذا، تغطية الشطر الأول لمشاريع ربط السدود، وبرنامج إعادة استخدام المياه المعالجة، لأغراض فلاحية وصناعية، الشطر الثاني، وعمليات التزويد بالمياه الصالحة للشرب عبر التراب الوطني، تهيئة وتوسيع وتطوير السد الأخضر.
كما تضمنت، ضرورة مواصلة تحسين الخدمات العمومية، وجودة الحياة، وضمان الوصول إلى خدمات عمومية ذات جودة في مجالات التعليم والصحة والبنى التحتية الأساسية.
إضافة إلى دعم الحصول على السكن، من خلال برنامج إنجاز السكنات العمومية الإيجارية، والمساهمة في تمويل برنامج البيع بالإيجار عدل (3)، وكذا المساعدات الممنوحة لمختلف صيغ السكن الريفي، والترقوي المدعم، التجزئات الاجتماعية.
ويأتي الأمن الوطني، في ذات السياق، لتأمين الوسائل اللازمة، لضمان الأمن الوطني وحماية الحدود.
ستة مبادئ توجيهية لإعداد مشروع ميزانية 2026...
و يستلزم أيضا، عصرنة الإدارة وتحسين الحوكمة، من خلال دعم جهود عصرنة الإدارة العمومية ، في اطار الرقمنة والتحول الرقمي وتبسيط الإجراءات.
وبناء على ذلك، أقرت مصالح المالية، ستة مبادئ توجيهية، امرت الأمرين بالصرف، لميزانية الدولة، باحترامها الصارم ، بداية بالاستدامة الميزانياتية والتحكم في النفقات العمومية، و ذلك، بتبرير اقتراحاتهم الميزانياتية " دينارا دينارا"، وتضمينها ، في سياق التحكم في النفقات العمومية وترشيدها، مع تفضيل الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة.
إضافة إلى ترتيب النفقات حسب الأولوية والتخصيص الاستراتيجي للموارد، حيث سيتم منح الأولوية ، في تخصيص الموارد الميزانياتية للقطاعات، والبرامج ذات الأثر الأكبر ، في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية، و من المنتظر ترتيب واضح للنفقات حسب الأولوية.
كما طالبتهم، فيما يخص أداء النفقة العمومية ، وتقييم السياسات العمومية ، بإرفاق الاقتراحات الميزانياتية ، بمؤشرات أداء واضحة وقابلة للقياس، تسمح بتقييم فعالية الأنشطة المتخذة وتحسين تقدير جودة النفقة العمومية.
و لتكريس الشفافية والمشاركة، حسب الوثيقة، يفضل إشراك كافة الفاعلين المتدخلين، في سلسلة النفقة على المستوى المركزي، غير الممركز، والإقليمي، تحت سلطة الوالي، من أجل التكفل بخصوصيات واحتياجات مختلف مناطق الوطن.
إضافة إلى المعالجة المثلى لنفقات الاستثمار ، حيث ستمنح الأولوية لاستكمال العمليات الجاري إنجازها، لاسيما تلك التابعة لحساب التخصيص الخاص رقم 145-302 ، صندوق تسيير نفقات الاستثمار العمومي"، الذي سيقفل مع نهاية السنة المالية الجارية.
و ينبغي أن تكون اقتراحات اعتمادات الدفع ذات الصلة، موضوع برمجة متعددة السنوات، مع الحرص على الترتيب الصارم للعمليات.
ويجب أن ترفق رسالة تأطير أشغال التحضير للمشروع التمهيدي لقانون المالية وميزانية الدولة هذه، بوثيقة مكونة من ثلاثة أجزاء تتضمن على التوالي،
الإطار الاقتصادي الكلي، وإطار النفقات متوسط المدى
والتوجيهات الأساسية لتحضير قانون المالية وميزانية الدولة لسنة 2026، وميزانية البرامج لسنة 2026 ونهج الأداء.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال