اسلاميات

تسليط الضوء على عناية الجزائريين بموطأ الإمام مالك

ضرورة تكثيف الجهود البحثية والأكاديمية لخدمة هذا الكتاب الجليل

  • 112
  • 1:38 دقيقة

أوصى المشاركون في الملتقى الوطني حول ”عناية الجزائريين بموطأ الإمام مالك: التاريخ، الامتداد، الآفاق” الذي نظمته جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر، ممثلة في كلية أصول الدين وتحت إشراف مخبر الدراسات القرآنية والسنة النبوية، بضرورة تكثيف الجهود البحثية والأكاديمية لخدمة هذا الكتاب الجليل وإبراز إسهامات علماء الجزائر عبر التاريخ في حفظه وشرحه وتدريسه.

وشهد هذا الحدث العلمي الذي احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى عبد الحميد بن باديس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، يومي 6 و7 ماي الجاري، مشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات الجزائرية، بالإضافة إلى حضور لافت لطلبة العلم والمهتمين بالفقه المالكي والتراث الإسلامي. ودعا المشاركون، قبيل إسدال الستار على فعاليات الملتقى، بجملة من التوصيات الهادفة إلى تعزيز الاهتمام بموطأ الإمام مالك وإبراز الدور الجزائري في خدمته، من أبرزها دعم وتشجيع الباحثين والأكاديميين على إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث المعمّقة حول مخطوطات الموطأ الموجودة في الجزائر وتحقيقها ونشرها، من خلال تشكيل لجنة علمية، والعمل على جرد شامل للنسخ الخطية للموطأ بالخزائن والمكتبات الجزائرية العامة والخاصة، والعمل على إخراج جهود الجزائريين المتعلقة بخدمة الموطأ.
ودعا الأساتذة إلى ضرورة الاعتناء بالجهود الشفوية حول الموطأ، وتفعيل مجال سماعه في المساجد والزوايا والمراكز العلمية، وكذا تأسيس جائزة وطنيه لحفظه، إلى جانب العمل على جمع وتوثيق كافة الشروح والتعليقات التي كتبها علماء الجزائر حوله، سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة، وإتاحتها للباحثين. وطالبوا بإدراج تدريس موطأ الإمام مالك بشكل أوسع في المناهج التعليمية بكليات الشريعة وأصول الدين بالجامعات الجزائرية، مع تنظيم المزيد من الملتقيات والندوات وورش العمل التي تتناول جوانب مختلفة من عناية الجزائريين بموطأ الإمام مالك وأهميته العلمية والتاريخية، ناهيك عن استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في نشر التراث العلمي المتعلق بالموطأ وإتاحته للباحثين والمهتمين في جميع أنحاء العالم. يشار إلى أن فعاليات الملتقى تميّزت بتنوع وغنى المداخلات العلمية التي قدّمها الباحثون خلال جلستين علميتين، حيث استعرضت الدراسات المقدّمة تحليلات معمّقة لنسخ الموطأ المخطوطة التي تزخر بها المكتبات الجزائرية، وقراءات متفحصة في شروح العلماء الجزائريين الأعلام، على غرار أبي عبد الله اليفريني التلمساني والشيخ التواتي بن التواتي، وغيرهم من العلماء الذين أفنوا أعمارهم في خدمة هذا السِفر النفيس.