العالم

السودان على خطى السيناريو الليبي!

قائد ميليشيا الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، يقدم على خطوة مثيرة للجدل.

  • 4403
  • 1:46 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

في خطوة مثيرة للجدل أدى قائد ميليشيا الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، اليوم السبت، اليمين رئيسا لمجلس رئاسي موازي وذلك في تطور يدفع البلاد نحو التقسيم الفعلي.

ويأتي أداء دقلو لليمين الدستورية لرئاسة ما يسمى "المجلس الرئاسي لحكومة السلام" بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وسط رفض قوي من جامعة الدول العربية التي أدانت يوم 27 جويلية الماضي محاولة فرض حكومة موازية وصفتها بـ "غير الشرعية"، معتبرة إياها تهديدا لوحدة السودان وسيادته.

كما أعربت حكومة السودان بقيادة الجيش عن شجبها لهذه الخطوة، واصفة إياها بـ "الوهمية" و"محاولة يائسة" لشرعنة مشروع ميليشيا الدعم السريع.

وتعد نيالا واحدة من أكبر المدن السودانية، وتقع في إقليم دارفور، وهي بمثابة العاصمة الفعلية لميليشيا الدعم السريع، وتضم الحكومة الموازية التي يقودها تحالف "السودان التأسيسي" مجلسا رئاسيا مكونا من 15 عضوا، برئاسة حميدتي ونائبه عبد العزيز الحلو، مع تعيين محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة السابق، رئيسا لمجلس الوزراء.

وتزيد هذه الخطوة من مخاوف كثير من السودانيين بأن مآلات الحرب المستمرة في البلاد منذ 25 أفريل 2023، ستشبه كثيرًا السيناريو الليبي، أي نظامين يقسِّمان السودان شرقًا وغربًا؛ تحكم فيه القوات المسلحة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الجزء الشرقي الذي يضم الإقليم الشرقي والعاصمة الخرطوم ووسط السودان وبعضًا من إقليم كردفان، بينما تتحكم مليشيا الدعم السريع في غرب السودان (ولايات دارفور وبعض من إقليم كردفان)، ويحدث وقف دائم لإطلاق النار، وتستمر الحياة على هذا التقسيم.

وأدت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، وتسببت في أزمة إنسانية حادة حيث غرقت مناطق عدة في المجاعة.

وتتهم ميليشيا الدعم السريع بارتكاب انتهاكات خطيرة، بما في ذلك "إبادة جماعية" في دارفور، مما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على حميدتي في جانفي 2025، ورغم ذلك، يواصل حميدتي تعزيز نفوذه مستفيدا من سيطرته على مناجم الذهب في دارفور ودعم من بعض الدول على رأسها الإمارات.

وتعيش ليبيا، البلد المجاور للسودان، منذ فشل هجوم قوات حفتر على طرابلس سنة 2020 وإعلان وقف إطلاق النار بعد ذلك، هدوء نسبيا لكنها منقسمة سياسيا بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في الغرب (مقرها طرابلس)، وحكومة موازية في الشرق (مقرها بنغازي) معينة من مجلس النواب ومدعومة من القائد العسكري خليفة حفتر.