العالم

المجاعة في غزة .. منظمات دولية تنتفض

الأمم المتحدة أعلنت رسميا المجاعة في القطاع المحاصر اليوم الجمعة.

  • 547
  • 3:00 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

تسارعت ردود الفعل الدولية بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة رسميا، اليوم الجمعة، في أول إعلان من هذا النوع في الشرق الأوسط.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن على "إسرائيل أن تؤمن الحاجات الأساسية للسكان" بموجب القانون الدولي، عقب إعلان الأمم المتحدة رسميًا المجاعة في غزة، الجمعة.

وقالت اللجنة في بيان إنه "بموجب القانون الإنساني الدولي، يتوجب على إسرائيل، كونها القوة القائمة بالاحتلال، أن تضمن تأمين الحاجات الأساسية للسكان المدنيين في غزة، باستخدام كل الموارد المتوافرة في حوزتها".

واعتبرت أن إعلان المجاعة "يجب أن يكون حافزًا للتحرك الفوري والملموس". وأضافت "أي تأخير إضافي سيكلف أرواحا. يتعين على كل أطراف النزاع، والدول ذات التأثير عليها، أن تبذل المزيد (من الجهود) لتمكين وصول (المساعدات) الإنسانية بشكل آمن ومستدام ومحايد".

واعتبرت منظمة "ميرسي كور" للمساعدات الدولية أن تأكيد المجاعة هو نتيجة مباشرة لأشهر من القيود المتعمدة على المساعدات، وتدمير أنظمة الغذاء والصحة والمياه في غزة، والقصف المتواصل.

وقالت المنظمة "لدينا ما يكفي من المساعدات المنقذة للحياة لمساعدة 160 ألف شخص، لكنها منعت لأشهر"، من جانب الكيان الصهيوني.

وأشارت "ميرسي كور" إلى أن ما ينقص ليس القدرة على الاستجابة، بل الإرادة السياسية للسماح بذلك.

من جهتها، قالت كاتي روكسبيرغ، من منظمة "كريستيان إيد" الدولية إنه من غير المعقول أن نشهد الآن بدء عمليات عسكرية للسيطرة على مدينة غزة في قبضة المجاعة، وفق ما نقلت قناة "الجزيرة".

وأشارت إلى أن زملاءها العاملين بغزة وصفوا أفراد عائلاتهم وهم يغمى عليهم من التعب، حيث تسبب سوء التغذية في تساقط شعرهم بكثافة.

بدورها، قالت هيلين ستاوسكي، مسؤولة السياسات في منظمة "أوكسفام" إنه على الرغم من التحذيرات التي صدرت في جويلية الماضي من اقتراب المجاعة، واصل الكيان الصهيوني حرمان الفلسطينيين من الغذاء.

وأشارت إلى أن الكيان الصهيوني رفض تقريبا جميع طلبات الوكالات الإنسانية العريقة، مانعا إياها من إيصال الغذاء والمساعدات الحيوية التي كان من شأنها الحد من الجوع وسوء التغذية والأمراض.

وأضافت المسؤولة أن لدى منظمة "أوكسفام" وحدها مساعدات منقذة للحياة بقيمة تزيد عن 2.5 مليون دولار، بما في ذلك طرود غذائية عالية السعرات الحرارية، وهي الآن في مستودعات خارج غزة.

وأشارت إلى أن جميع طلبات إدخال المساعدات رفضتها السلطات الإسرائيلية جميعها، في وقت تشتد الحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن المنظمات الإنسانية الدولية صدمت إزاء أحدث تحذيرات المجاعة التي أصدرها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

وقالت "نحث على فتح جميع المعابر الحدودية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ومستدام إلى جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك شماله".

وطالبت بوقف إطلاق نار دائم في غزة واعتبرته أمرا ضروريا لتمكين وكالات الإغاثة من تقديم المساعدات المنقذة للحياة، وإطلاق سراح المحتجزين، وحماية المدنيين من المزيد من الأذى.

وأضافت المنظمة أنها لا تزال ملتزمة بتوسيع نطاق استجابتها الطارئة في غزة بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين، إلا أنها اعتبرت أنه "بدون عمل سياسي حاسم، لا يمكن للمساعدات الإنسانية وحدها أن توقف تفاقم هذه الكارثة"، وفق تعبيرها.

من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الإعلان الأممي وإن جاء متأخرا يثبت أن الكيان الصهيوني تعمد صنع المجاعة في غزة.

وأضاف المرصد في بيان أن معطياته الميدانية تظهر أن الواقع في غزة أسوأ بكثير مما في التقرير الأممي. وأشار إلى أن أكثر من 1.5 مليون إنسان في قطاع غزة يعانون من مستويات حادة من الجوع.

واليوم الجمعة أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة رسميًا. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر "هي مجاعة كان من الممكن تفاديها لو تسنّى لنا القيام بذلك. غير أن المساعدات الغذائية تتكدس عند الحدود بسبب العرقلة الممنهجة الممارسة من إسرائيل"، معتبرًا أن هذه المجاعة "ينبغي أن تؤرقنا جميعًا".

وبعد التحذير لأشهر من مغبة انتشار المجاعة في القطاع الفلسطيني، أكد "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، وهو هيئة أممية مقرها روما، أن المجاعة مستشرية في محافظة غزة ومن المتوقع أن تنتشر في دير البلح وخان يونس بحلول أواخر سبتمبر.