العالم

بولتون: ترامب قد يغير موقفه من الصحراء الغربية

في حوار جديد.. الدبلوماسي الأمريكي ينتقد المغرب.

  • 19250
  • 2:31 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

لم يستبعد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق والدبلوماسي المخضرم، جون بولتون، أن يغير الرئيس الأمريكي موقفه من ملف الصحراء الغربية.

 فبعد أيام من تصريحات أدلى بها لموقع إخباري إسباني، انتقد فيها بشدة المغرب وعرقلته كل الجهود لإنهاء هذه القضية، معتبرا أن الحل الأمثل هو إجراء استفتاء، عاد مجددا في حوار مع موقع "الأندبندنتي"،  نشر اليوم الأحد، الإسباني أيضا، ليتحدث عن ملف آخر مستعمرة في إفريقيا.

 وفي هذا الحوار الجديد، قال بولتون إن المغرب عمل كل ما بوسعه لعرقلة كافة الجهود الأممية والدولية لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الأراضي الصحراوية.

 وبخصوص الموقف الأمريكي، قال: "إدارة ترامب في ولايتها الأولى اعترفت بسيادة المغرب على الإقليم، وهو ما يُخالف الموقف الأمريكي التقليدي. ولا زلت أعتقد أن الحل الوحيد هو إجراء استفتاء. صحيح أن السياق الإقليمي أصبح أعقد، مع التوترات بين المغرب والجزائر، لكن اللاجئين الصحراويين ما زالوا في مخيمات تندوف ويستحقون العودة إلى ديارهم. لا أحد يُنكر هذا الحق. السؤال الوحيد هو: تحت سيادة من؟ ولا أظن أن هذا سؤال صعب".

  • الصورة: وكالات

    جون بولتون يفضح المخزن

    مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، يؤكد أنه لم أر أي أثر لماركسيين أو جهاديين أو إيرانيين في الصحراء الغربية.

 وعن سؤال: هل كان ترامب محقا في دعمه لموقف المغرب؟ رد الدبلوماسي الأمريكي المتمرس: "لا، لا أعتقد ذلك. المغرب وقّع اتفاقات أبراهام مع إسرائيل بشرط أن تعترف واشنطن بسيادته على الصحراء الغربية. ترامب قال: "بكل تأكيد"، أعتقد أن المغرب كان سيوقع الاتفاق مع إسرائيل بأي حال، لأنه كان قريبا جدا من فعل ذلك سابقاً، وربما قبل مصر والأردن. لكنهم استغلوا فريقا أمريكيا لم تكن لديه أي فكرة عن الصحراء الغربية، ومنحوهم تنازلا لم يكن من المفترض منحه".

 وفي هذا السياق، اعتبر بولتون أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يمكن أن يغير موقفه، معبرا عن استغرابه لعدم تغيير إدارة بايدن لموقف الإدارة الأمريكية، وواصل قائلا: "ومازلت أؤمن أن أمريكا يمكنها أن تقول: "نحن نعترف بالسيطرة الفعلية للمغرب، لكن نطالب باستفتاء".

 وكشف بولتون أن السيناتور الراحل، جيم إنهوف، أحد أبرز أعضاء لجنة العلاقات الخارجية، الذي كان ملما بملف الصحراء الغربية أكثر من أي أحد في مجلس الشيوخ، تحدث مع ترامب عدة مرات ودعم هذا الأخير إجراء الاستفتاء. "تغير موقفه فقط في سياق اتفاقات أبراهام، قرب نهاية ولاية ترامب الأولى"، يضيف المتحدث.

 فما الذي قد يدفع ترامب إلى تغيير موقفه؟ هنا رد بولتون: "ترامب قال مؤخرا إنه سيحوّل قطاع غزة إلى "ريفيرا شرق المتوسط". هذا لن يحدث. لكن الصحراء الغربية تمتلك سواحل طويلة على المحيط الأطلسي. يمكنه أن يتخيل إقامة منتجعات وكازينوهات هناك. وإذا حصل على امتياز لشركته لبناء هذه المنشآت، فقد يتحمّس لدعم الاستفتاء. لو وجد حافزا ماديا، ربما يغيّر موقفه. يمكن للبوليساريو التفكير في شيء يمنحه مصلحة مباشرة. وإلا، فلن تكون القضية من أولوياته. ولو طرحت الحكومة الإسبانية الأمر عليه، ربما يهتم. لا أعلم إن كانوا سيفعلون ذلك".

ودافع جون بولتون عن جبهة البوليساريو كممثل للشعب الصحراوي، معتبرا أن محاولات الرباط لتصنيفها كمنظمة "إرهابية" مآلها الفشل، مصرحا في هذا الشأن: "جبهة البوليساريو لم تنخرط في أي عمل متطرف، كما جرى في الشرق الأوسط، بعد الثورة الإسلامية الإيرانية سنة 1979، والادعاءات التي تقول إن البوليساريو تحت تأثير المد الشيعي يكذبها التواجد القديم لمنظمات دينية وغير حكومية أمريكية في مخيمات اللاجئين".