العالم

"عالم متعدد الأقطاب يتشكل.. والجزائر أمام فرصة تاريخية"

الدكتور العيد زغلامي، في حوار مع "الخبر".

  • 7859
  • 1:59 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، يكثر الحديث عن نهاية النظام العالمي أحادي القطب وبداية تشكل معالم تعددية جديدة. ولإلقاء الضوء على هذا التحول، أجرت "الخبر" حوارا مع الدكتور العيد زغلامي، أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، الذي شارك في أشغال الجمعية العامة العالمية المنعقدة مؤخرا في موسكو تحت شعار "عالم جديد من الوحدة الواعية".

زغلامي تحدّث بإسهاب عن خلفيات هذا اللقاء ودلالاته والدور المنتظر لإفريقيا والجزائر في صياغة النظام العالمي الجديد، إضافة إلى أهمية بناء منظومة إعلامية بديلة لمواجهة الهيمنة الغربية.

حاوره: جلال بوعاتي

دكتور زغلامي، تابعتم أشغال الجمعية العامة العالمية التي انعقدت في موسكو تحت شعار "عالم جديد من الوحدة الواعية"، ما أهمية هذا اللقاء في نظركم؟

هذا اللقاء كان منصة تاريخية جمعت وفودًا من أكثر من 140 دولة من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها. النقاش تمحور حول كيفية تجسيد التعددية القطبية على أرض الواقع، لم يعد الأمر مجرد طموح، بل أصبح توجها عالميا يلقى دعما واسعا.

ما الذي يميز هذه الجمعية عن غيرها من اللقاءات الدولية؟

** تميّزت بتركيزها على بناء نظام عالمي جديد قائم على المساواة والمسؤولية المشتركة. المشاركون أجمعوا على ضرورة كسر الهيمنة الغربية على الاقتصاد والعلاقات الدولية وبناء تعاون متعدد الأقطاب والأطراف.

هل يمكن القول إن العالم يشهد ولادة نظام جديد بالفعل؟

نعم، المؤشرات واضحة، نحن أمام نظام عالمي جديد يتشكل على أنقاض النظام القديم الذي وصل إلى انسداد. هناك أقطاب صاعدة مثل الصين وروسيا والبرازيل وتركيا، ومعها دول أخرى من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. هذه القوى باتت مقتنعة بضرورة خلق توازن عالمي أكثر عدلاً.

ما الدور المنتظر لإفريقيا، وخاصة الجزائر، في هذه المعادلة الجديدة؟

إفريقيا اليوم تحظى باهتمام متزايد، ودورها الاستراتيجي يبرز أكثر فأكثر. الجزائر تعمل على توحيد المواقف الإفريقية، ومن هنا تأتي أهميتها كصوت وازن داخل القارة. في رأيي، هذه فرصة تاريخية لتأكيد حضور الجزائر في صياغة النظام العالمي الجديد، خصوصاً وأن دبلوماسيتنا تستند إلى مبدأ عدم الإنحياز الإيجابي.

تحدثتم عن البعد الإعلامي في أشغال موسكو، ماذا تقصدون؟

من أبرز النقاشات التي جرت ضرورة إنشاء منظومة إعلامية عالمية مستقلة تتصدى لاحتكار المعلومة من قبل المنظومة الغربية. الإعلام اليوم سلاح خطير، وهو يُستعمل لفرض الهيمنة والتضليل. لذلك بناء إعلام بديل يعدّ خطوة أساسية في هندسة عالم جديد.

ما الرسالة الأساسية التي خرجتم بها من هذا اللقاء الدولي؟

الرسالة واضحة، النظام العالمي القديم بلغ مداه ولم يعد قابلا للاستمرار. هناك وعي عالمي متزايد بضرورة بناء نظام متعدد الأقطاب أكثر عدلاً ومساواة. الجزائر وإفريقيا مدعوتان للمشاركة بقوة في هذا التحول حتى لا يتم تهميشهما مرة أخرى كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية.