قد يتساءل الكثيرون عن هوية الضابط الأمريكي الذي قاد الهجوم الخطير على أهم منشأة نووية في إيران، فوردو، وهو ما بات يعرف بعملية "مطرقة منتصف الليل"، التي استخدمت فيها الولايات المتحدة أثقل سلاح غير نووي والوحيد القادر على اختراق المنشأة المحصنة تحت الجبال.
لقد تولى مهمة التخطيط للعملية وتنفيذها، الجنرال مايكل إريك كوريلا، بصفته رئيس القيادة المركزية الأمريكية منذ عام 2022، ما يجعله مسؤولا عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأجزاء من جنوب آسيا.
وتقول صحيفة تايمز البريطانية في تقرير لها عن مايكل كوريلا، نشرته على موقعها اليوم، إن هذا الجنرال الذي يحب أن ينادى بلقبه "غوريلا"، هو من أكبر مؤيدي الكيان الصهيوني داخل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".
ويشتهر كوريلا منذ عقود بالقسوة، وقد منح "النجمة البرونزية" و"وسام القلب الأرجواني"، على إثر استبساله في عملية في شوارع الموصل عام 2005 عندما كان قائدا لكتيبة، وتعرض هو ورجاله لإطلاق نار من 3 مقاتلين من تنظيم القاعدة.
الجنرال مايكل كوريلا، بمخيم "الهول" بسوريا - 9 من أيلول 2022 (القيادة المركزية الأمريكية)
وقد أُصيب كوريلا بالرصاص في ذراعه وساقيه، مما أدى إلى كسر عظم الفخذ، لكنه استمر في إعطاء الأوامر وتشجيع رجاله رغم أنه كان ينزف في أحد الأزقة، حتى جاءت تعزيزات مكنتهم من القضاء على الخطر.
ولكوريلا (59 عاما)، الذي من المقرر أن يتقاعد الشهر المقبل بعد مسيرة امتدت لنحو 40 عامًا منذ حرب الخليج الأولى، آراء متشددة منذ فترة طويلة بشأن الشرق الأوسط وخطورة التهديد الذي تشكله إيران المسلحة نوويا، وفقا للصحيفة البريطانية.
تحرّك عاجل قبل التقاعد
وفي تقرير لها عن هذا الرجل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الكيان الصهيوني "يعوّل كثيرا على هذا الضابط وينظر إليه كحليف رئيسي لها ولا يريد ضرب إيران من دون وجوده".
وأوضحت الصحيفة أن كوريلا هو "الصوت الرائد داخل الجيش الأمريكي الداعي لتنفيذ ضربة صهيونية أمريكية مشتركة ضد المنشآت النووية الإيرانية"، ولذلك، "مع اقتراب نهاية فترة ولايته سارع المسؤولون الصهاينة إلى التحرك"، وفقا للصحيفة الصهيونية.
لقاء سابق للجنرال الأميركي مايكل كوريلا مع قادة الجيش الصهيوني (أ.ف.ب)
وذكر التقرير أن كوريلا بنى مظلة إقليمية من الروابط الدفاعية، ومنذ هجوم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في 7 أكتوبر، لعب الجنرال الأمريكي دورا محوريا في تعزيز التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة والكيان المحتل، بما في ذلك الشروع في نشر حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة.
وتقول تايمز في تقريرها، إن هذا الجنرال استطاع أن يقنع شخصيات في إدارتي الرئيسين الأمريكيين، الحالي دونالد ترامب، والسابق جو بايدن، بدعم طلباته بتمويل وتسليح إضافيين.
ونقلت تايمز عن بلال صعب، المسؤول السابق في البنتاغون الذي خدم في إدارة ترامب الأولى، لموقع بوليتيكو الإخباري: "إنه يتمتع بمظهر الجنرال الذي يبحث عنه كل من وزير الدفاع بيت هيغسيث وترامب، فهو رجل ضخم، مفتول العضلات، وهذا هو بالضبط القاتل الذي يسعون إليه".
وهو في ذلك يشبه جنرالات سابقين مثل جنرال ستورمين نورمان شوارزكوف، القائد المشاكس للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة في عملية عاصفة الصحراء ضد قوات الجيش العراقي في الكويت في حرب الخليج عام 1990.
وكتب الصحافي ألون سترملينغ في 19 أبريل: "يقول محللون دفاعيون صهاينة إن نافذة الهجوم الناجح على البرنامج النووي الإيراني تُغلق بسرعة، وقد تُغلق تمامًا بمجرد تقاعد كوريلا، خاصة أن موقفا خلفه لا يزال مجهولًا".
ويُعرف كوريلا بعلاقاته الوثيقة مع الصهاينة منذ أن كان ضابطًا شابًا في العشرينيات من عمره، حيث وصفه كيرت ميلز، المدير التنفيذي لمؤسسة "American Conservative"، بأنه "صقر الصقور"، وفقا لما ذكرته منصة كومن دريمز.
وأضاف ميلز أن الصهاينة "كانوا يعلمون أنهم سيفقدون حليفًا مهمًا قريبًا. كانوا على دراية بأن المفاوضات مع إيران كانت جارية، وأن الإيرانيين أعربوا عن استعدادهم لقبول اتفاق قبل أيام من الضربة. كل هذه العوامل كانت حاسمة. وهناك أدلة كثيرة على أن كوريلا ربما كان على استعداد لبدء هذا الصراع قبل مغادرته منصبه".
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال