العالم

قوات المارينز تطوّق لوس أنجلوس

اتهامات للرئيس ترامب بممارسة الدكتاتورية والشرطة الأمريكية تستنكر التدخل في صلاحياتها.

  • 1546
  • 2:39 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الثلاثاء، عن نشر 700 عنصر من قوات مشاة البحرية، أو ما تعرف بـ"المارينز"، في مدينة لوس أنجلوس، في ظل تصاعد الاحتجاجات المناهضة لترحيل المهاجرين، والتي شهدت مواجهات عنيفة مع قوات الأمن خلال الأيام الماضية.

وجاء الإجراء الذي يعد تصعيدا لافتا من قبل إدارة الرئيس ترامب في تعاملها مع الاحتجاجات الغاضبة في المدينة، بعد يوم واحد من تهديد ترامب بنشر هذه القوات في حال "ساء الوضع".

وقالت القيادة العسكرية لأمريكا الشمالية في بيان نقلته مواقع إعلامية أمريكية وعالمية، إنّها عبّأت نحو "700 عنصر من مشاة البحرية" لكي يؤازروا وحدات الحرس الوطني التي انتشرت في المدينة بأمر من الرئيس دونالد ترامب، للتصدي للاحتجاجات العارمة على إجراءاته لمكافحة الهجرة غير النظامية.

وفي بيانها أكدت القيادة العسكرية لأمريكا الشمالية أنّ العملية الجارية في لوس أنجلوس، والتي أُطلق عليها اسم "تاسك فورس 51" تضم "ما يقرب من 2100 من عناصر الحرس الوطني" و"700 من المارينز في الخدمة الفعلية".

وبدوره، قال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، إن قرار نشر مشاة البحرية يأتي لاستعادة النظام وحماية الموظفين والمقار الفدرالية، بينما أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه لا يسعى إلى "حرب أهلية"، متوعدا المتظاهرين في لوس أنجلوس - الذين يسيئون معاملة عناصر الحرس الوطني الذين تم نشرهم - بمواجهة العواقب.

وفي خضم الأحداث المتسارعة في المدينة الأمريكية، يواجه الرئيس ترامب اتهامات بممارسة الدكتاتورية على خلفية قراره المثير للجدل بترحيل المهاجرين من الأراضي الأمريكية، واللجوء إلى نشر قوة عسكرية ضد مواطنين أمريكيين.

وندّد حاكم كاليفورنيا الديمقراطي، غافين نيوسوم، بشدة بقرار نشر عناصر المارينز في لوس أنجلوس. وكتب نيوسوم في منشور على منصة "إكس" إنّ "مشاة البحرية الأمريكية خدموا بشرف عبر حروب متعددة دفاعا عن الديمقراطية، ولا ينبغي نشرهم على الأراضي الأمريكية لمواجهة مواطنيهم لتحقيق خيال مضطرب لرئيس دكتاتوري".

كما أكد نيوسوم أن الأمر في الولاية لا يتعلق بالسلامة العامة، بل بإرضاء غرور خطير للرئيس، وقال إنه تم إبلاغه للتو بأن ترامب سينشر ألفي جندي إضافي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، مؤكدا أن "قرار نشر عناصر الحرس الوطني في لوس أنجلوس تهور لا طائل منه ويمثل عدم احترام لجنودنا".

الشرطة تستنكر التدخل في صلاحياتها

وفي السياق ذاته، أعربت إدارة شرطة لوس أنجلوس عن قلقها بشأن نشر القوات الفدرالية، مؤكدة أنها لم تتلق أي إشعار رسمي بوصول مشاة البحرية، ونشرها في المدينة، وأنها قادرة على إدارة الوضع ميدانيا.

وأكدت إدارة الشرطة أنها المسؤولة عن حماية المدينة، وأن لديها خبرة تمتد لعقود في إدارة المظاهرات العامة، وقالت إنها واثقة من قدرتها على حماية المدينة باحترافية وفعالية.

وقال رئيس شرطة لوس أنجلوس إن أولويتهم القصوى في الوقت الحالي هي سلامة الجمهور والضباط في الميدان.  وأضاف: "ندعو إلى إنشاء قنوات اتصال مفتوحة بين جميع الوكالات لمنع أي ارتباك وتجنب التصعيد".

وكانت شرطة لوس أنجلوس أعلنت في وقت سابق، حظر التجمع وسط المدينة، وذلك أثناء مواجهات بين الحرس الوطني ومتظاهرين محتجين رافضين لترحيل المهاجرين.

وقالت شرطة لوس أنجلوس إنها ستوقف أي متظاهرين لا يحصلون على ترخيص بالتظاهر، وحثت المحتجين على مغادرة وسط المدينة فورا. وأضافت أن بعض المتظاهرين رشقوا أفراد الشرطة بقطع خرسانية وزجاجات وأشياء أخرى، مشيرة إلى أن عناصر إنفاذ القانون أوقفوا 56 شخصا على الأقل في يومين، في حين أصيب 3 عناصر بجروح طفيفة.

ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي إن "ما يحدث في لوس أنجلوس أعمال شغب وليس احتجاجات سلمية"، مشيرة إلى أن من مسؤولية السياسيين "تهدئة الأمور ووقف أعمال الشغب".