العالم

نحو ترحيل نشطاء "مادلين" بشروط غامضة

قوات الاحتلال تحتجز سفينة المساعدات الإنسانية بعد قرصنتها في المياه الدولية واقتياد طاقمها إلى مراكز الاستجواب.

  • 1165
  • 2:45 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

أعلنت وزارة الخارجية الصهيونية، اليوم الثلاثاء، عن نقل أعضاء سفينة المساعدات "مادلين" إلى مطار بن غوريون، تمهيدا لترحيلهم إلى بلدانهم، بعد إخضاعهم للاستجواب، والاستيلاء على السفينة واقتيادها إلى ميناء أسدود، في وقت لم يعلن بعد عن الشروط "غير الواضحة" لترحيل النشطاء إلى بلدانهم.

وأكد المصدر ذاته، عبر منشور على منصة X، أن من يرفض التوقيع على تعهد بالالتزام بشروط الترحيل سيتم عرضه على قاض لإقرار ترحيله.

وأضافت الخارجية الصهيونية أن نشطاء "مادلين" رفضوا مشاهدة فيلم عرض أمامهم "يوثق فظاعة الجرائم التي تعرض لها اليهود".

وقد رست السفينة "مادلين"، التي قرصنتها قوات الاحتلال، في ميناء أسدود، مساء الاثنين، وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما قال مركز "عدالة" الحقوقي إن جميع ناشطي السفينة الذين قدموا في مهمة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، محتجزون بالميناء تمهيدا لنقلهم إلى سلطات الهجرة بغرض الترحيل.

وأضاف المركز في بيان له، أن الناشطين "في حال لم يوافقوا على مغادرة البلاد بشكل فوري، سيتم نقلهم إلى مركز الاحتجاز في الرملة (وسط فلسطين المحتلة)".

وأردف: "ورغم أن السلطات أشارت إلى أن من يوافق على الترحيل قد يُسمح له بمغادرة البلاد الليلة عبر مطار بن غوريون، إلا أن الشروط المحتملة – مثل توقيع مستندات أو التنازل عن حقوق – لا تزال غير واضحة".

وأشار المركز إلى أنه سيطالب "بالسماح بالتواصل مع النشطاء والاستماع إلى شهاداتهم قبل تنفيذ أي عملية نقل أو ترحيل".

وقد رافقت زوارق تابعة للبحرية الصهيونية نحو 18 ساعة خلال اقتيادها السفينة التي كانت تقل مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة.

وأوضحت هيئة البث الصهيونية، في وقت سابق أن قوات الكوماندوز البحرية ووحدة سنفير وصلت إلى السفينة فجر الإثنين، حين كانت تبحر في المياه الدولية، مشيرة إلى أن عناصر القوات الصهيونية، صعدوا إلى السفينة وسيطروا عليها لتوجيهها إلى ميناء أسدود.

وكان على متن السفينة "مادلين" طاقم يضم 12 ناشطا وناشطة دوليين، نصفهم من حاملي الجنسية الفرنسية هم: عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشط السياسي باسكال موريراس، والناشط البيئي ريفا فيارد، والصحفي في قناة الجزيرة عمر فياض، والطبيب والناشط بابتيست أندريه، والصحفي يانيس محمدي.

كما ضم الطاقم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ، والناشطة السياسية الألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، والناشط السياسي البرازيلي تياغو أفيلا، والناشط السياسي التركي شعيب أوردو، والناشط السياسي الإسباني سيرجيو توريبيو، وطالب الهندسة البحرية الهولندي ماركو فان رين.

وفي منشور عبر منصة "إكس"، وصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة الكيان الصهيوني بأنه "دولة مجرمي حرب"، مؤكدة أن "مادلين" كانت تحمل مساعدات إنسانية في طريقها إلى القطاع المحاصر.

وجاءت قرصنة السفينة فجر الاثنين، حين كانت تبحر في المياه الدولية، حيث حاصرتها زوارق إسرائيلية، وظهر جنود الاحتلال في بث مباشر وهم يطالبون المتضامنين برفع أيديهم.

كما حلّقت طائرات مسيرة صهيونية فوق السفينة، وألقت سائلا أبيضا مجهول التركيب، بحسب ما وثقته لقطات البث المباشر.

وتأتي عملية القرصنة بعد تحذيرات صهيونية باعتبار إبحار السفينة "محاولة غير قانونية" لكسر الحصار البحري المفروض على غزة، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وكانت سفينة "الضمير"، التابعة أيضا للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، قد تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة صهيونية في 2 مايو، أثناء محاولتها الوصول إلى غزة، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلا بذلك النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف ضحية فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.