العالم

هكذا عرّت "غريتا" التطرف الصهيوني

الناشطة السويدية تُسقط القناع عن التطرف والعنصرية الصهيونية.

  • 2068
  • 2:35 دقيقة
الصورة: أ.ف.ب
الصورة: أ.ف.ب

استطاعت الناشطة السياسية والبيئية السويدية، غريتا ثونبرغ، التي اعتقلتها قوات الاحتلال الصهيوني بعد قرصنة واختطاف سفينة "مادلين" قبل يومين، وهي تشق البحر نحو قطاع غزة المحاصر، إسقاط القناع عن التطرف والعنصرية الصهيونية.

وبحسب تقرير صادر عن صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن غريتا ثونبرغ، قد نجحت في تعرية سفاهة البروباغندا الصهيونية.

فبالنسبة للصهاينة المتغطرسين والمعادين للنساء، والعنصريين - حسب ذات الصحيفة - قد تم اختزال عمل نساء ورجال "أسطول الحرية إلى غزة" في هوية ثونبرغ وحدها، مع أن غريتا ورفقاءها لم يظنوا حقًا أن أسطولهم سيخفف بشكل ملموس من معاناة وجوع سكان قطاع غزة، بل كانوا يدركون تمامًا أن ما يقومون به هو خطوة رمزية، وهذا ما سعوا إليه، وهو ما حققوه بالفعل.

وتضيف "هآرتس" المتمردة على الإيديولوجية الصهيونية: "منذ 17 عامًا، تفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على ملايين الفلسطينيين، وتقيّد دخول البضائع وحركة الأفراد داخل القطاع وفي المعابر منه وإليه.

وعلى هذا الحصار فرضت، خلال العشرين شهرًا الأخيرة، مأساة إنسانية بأبعاد توراتية، قُتل خلالها، كأضرار جانبية عشرات الآلاف، وأُصيب مئات الآلاف ممن تُركوا بلا مأوى، يهيمون كلاجئين داخل قطاع مجوّعٍ وخالٍ من الأدوية".

أما بخصوص "المساعدات الإنسانية "أو بالأحرى المصائد الصهيو - أمريكية فهي برأي "هآرتس"، بعيدة كل البعد عن تلبية الاحتياجات الفعلية، "ولا تتعدى في المتوسط آلاف وجبات الطعام يوميا تُوزع بشكل غير فعال، فضلا عن طوابير الانتظار الهائلة التي تعرض الجياع لخطر الموت، إذ نسمع يوميا عن ضحايا يسقطون برصاص الجيش، أكثر شرطي مرور وحشيّ في العالم".

وتشدد الصحيفة، على أنه بدلا من التطرق جوهريًا إلى الأسباب التي دفعت أسطول الحرية إلى الإبحار، أو إلى الإجراء الصهيوني المشكوك في شرعيته، إذ أظهرت أجهزة تتبع الأسطول أنه أُوقف في المياه الدولية، على بُعد مئات الكيلومترات غربي سواحل البلاد انحصر النقاش في شخص ثونبرغ: في جنسها، وسنّها، ونشاطها البيئي، والأهم من ذلك كله، في كونها، كما صرحت بنفسها سابقا، مصابة بالتوحد".

وتستذكر "هآرتس" أن بلدية الاحتلال في القدس نشرت، في الصفحة الرسمية لها على منصة فيسبوك، في وقت كانت فيه النيران تندلع بالقرب من أكبر مستشفى في المدينة، صورة لغريتا ثونبرغ وهي تتسلم كعكا مقدسيا من جندي (وقد حُذف المنشور لاحقًا).

وتابعت "هآرتس": صاحب حساب صهيوني شهير على إنستغرام يضم نحو 700 ألف متابع كتب: "لا أصدق أننا أوقفنا غريتا ثونبرغ، هذه أطرف نكتة سمعتها في حياتي"، مضيفة: "غريتا، نصيحة من القلب، اتركي الشرق الأوسط. أنتِ فتاة سويدية بمظهر نادلة في مقهى هيبستري في تل أبيب".

واستنكرت الصحيفة انضمام الصحف ووسائل إعلام رسمية أخرى إلى هذه المهزلة من الغباء والغرور، وشرعت تحتفل بصور ثونبرغ وهي برفقة جنود الاحتلال، أو وهي في الطائرة مُرحّلة إلى الخارج.

وتقول الصحيفة العبرية إنه فوق كل ذلك، أبرزت وزارة الخارجية الصهيونية نموذجًا للغباء والانحطاط، وأصرّت، بيانًا بعد بيان، على وصف الأسطول بـ"يخت السيلفي، وكأن العالم بأسره مغفل".

وتتابع "هآرتس": "أنتم النكتة.. غريتا ثونبرغ معروفة في أنحاء العالم كناشطة جادة ومخلصة، وكمن ألهمت بمواقفها عشرات الملايين من الشباب. بينما ينشغل الصهاينة بالموت وبأغاني "خرّبوا دمّروا"، ويدخل أقرانها من الشباب إلى بيوت غزية بروح القتل والاحتلال، هي تخاطر بسلامتها ورفاهيتها الشخصية، وتُبحر آلاف الكيلومترات في ظروف صعبة.. وكل ذلك من أجل إيصال رسالة قد يكون من المفيد الإصغاء إليها، فكّوا الحصار عن غزة، أدخلوا المساعدات الإنسانية، أوقفوا الحرب، وأوقفوا قتل عشرات الآلاف.. هدفها حققته.. أما إسرائيل، فقد بدت أكثر غباءً من أيّ وقت مضى".