العالم

سكان غزة على مشارف الموت جوعا

بينما يتساقط المدنيون جوعا في شوارع غزة، ترفض الأمم المتحدة إعلان المجاعة رسميا رغم توفر معاييرها.

  • 921
  • 3:51 دقيقة
الصورة: ح. م
الصورة: ح. م

بينما تتواصل حرب الإبادة الجماعية الصهيونية على قطاع غزة، يموت الصغار والكبار في الشوارع والمستشفيات بسبب التجويع الممنهج الذي يمارسه ضدهم الكيان بدعم وتواطؤ غربي وأمريكي، إذ ورغم تأكيد وزارة الصحة الفلسطينية معاناة أكثر من مليون طفل من سوء التغذية، ترفض الهيئات الأممية إعلان تفشي المجاعة رسميا في القطاع، ما يطرح تساؤلات عن سبب هذا التماطل الأممي وما إذا كان الخبراء ينتظرون موت كل أهالي غزة حتى يتحركوا.

وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 67 فلسطينيا استشهدوا فجر أمس، بينهم 63 من منتظري المساعدات، بنيران جيش الاحتلال، بينما بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء حرب الإبادة على القطاع في السابع أكتوبر 2023 أكثر من 58895 شهيدا، في حين تجاوز عدد الجرحى 140980 مصابا. أما منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس 2025، فقد بلغ عدد الشهداء 8066 شهيدا، فيما تم تسجيل28939 إصابة، وفقا لأرقام وزارة الصحة.

وبينما يتساقط المدنيون جوعا في شوارع غزة، ترفض الأمم المتحدة إعلان المجاعة رسميا رغم توفر معاييرها، حيث تؤكد أرقام وزارة الصحة في غزة أن المجاعة وصلت إلى مستويات كارثية تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني، بينهم 1.1 مليون طفل من أزمة الغذاء، مع معاناة 600 ألف طفل دون العاشرة من خطر الموت جوعا، بالإضافة إلى 60 ألف رضيع محرومين من الحليب. هذا ووثقت منظمة "يونيسيف" دخول 112 طفلا يوميا المستشفيات بسبب الهزال.

وتحاصر المجاعة غزة من كل جانب، حيث أصبح الماء والملح "وجبة" أساسية للعائلات، بينما "تخدع" الأمهات أطفالهن بـ"شوربة كاذبة" من الماء والبهارات، كما تناشد الوزارة المجتمع الدولي التدخل العاجل لفتح المعابر وإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان.

وفي إشارة رمزية، أطلقت سيارات الإسعاف في قطاع غزة صفارات الإنذار بشكل موحد كنداء استغاثة بسبب تفاقم المجاعة وتدهور الأوضاع الصحية، وسط حصار صهيوني يمنع وصول الغذاء والدواء.

وأعلنت وزارة الصحة كذلك استشهاد أكثر من 900 شخص، بينهم 71 طفلا، بسبب الجوع وسوء التغذية، بالإضافة إلى 6 آلاف جريح، كما سجلت وفاة رضيعين في مستشفيي ناصر وشهداء الأقصى جراء سوء التغذية وعدم توفر الحليب.

وأطلق المكتب الإعلامي في غزة تحذيرات شديدة بشأن مصير 12500 مريض سرطان يفتقرون للغذاء والعلاج ونحو 60000 سيدة حامل يواجهن خطر الموت بفعل انعدام الرعاية الصحية وانهيار منظومة الغذاء.

وفي هذا السياق، كشف تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن كارثة ديموغرافية في غزة، حيث سجلت، خلال النصف الأول من 2024، 17 ألف ولادة تضمنت 2600 حالة إجهاض و220 حالة وفاة للأجنة، مع ارتفاع غير مسبوق في المؤشرات الخطيرة مثل الولادات المبكرة (1460 حالة) والأطفال ناقصي الوزن (1600 حالة)، فيما احتاج 2535 مولودا للحضانة الطبية. ويؤكد خبراء الصحة أن هذه الأرقام الصادمة سببها سوء التغذية والمجاعة التي تحاصر القطاع.

وأكدت "الأونروا" تخزين كميات كافية من الغذاء في الجانب المصري من معبر رفح، مشيرة إلى أن الكيان يتسبب عمدا في تجويع مليون طفل مهددين بالموت، من خلال منع دخول تلك المساعدات.

وتواجه أقسام الطوارئ تدفقا غير مسبوق للمرضى المجوعين وتنذر المستشفيات بكارثة مع توقف وجبات المرضى والطواقم الطبية، حيث أفاد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، خليل الدقران، بأن المستشفيات في غزة لم تعد قادرة على توفير الطعام للمرضى أو للعاملين، مع نفاد الحليب حتى من الأسواق، ما يجعل الأطفال الرضع عرضة للموت جوعا. وتتسع رقعة الموت جوعا مع استشهاد الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) والرضيع يحيى النجار (3 أشهر) بسبب سوء التغذية الحاد، بينما انهار الصحفي محمد أبو سعد جوعا في مستشفى الشفاء.

وأكد الدقران أن الكيان يستهدف بشكل منهجي أي محاولة لتقديم المساعدات الغذائية، بما في ذلك تجريف الأراضي الزراعية، في حين يستقبل المستشفى أعدادا متزايدة من حالات الهزال الشديد. وأشار إلى أن نقص الغذاء يجعل المرضى غير قادرين على الاستجابة للعلاج، بينما يعاني أكثر من 650 ألف طفل من سوء التغذية.

وفي الوقت نفسه، يواصل الكيان منع إدخال الوقود، ما يهدد بتوقف الخدمات الحيوية مثل غسيل الكلى، بينما يقيد دخول موظفي الأمم المتحدة الذين يحاولون تقديم المساعدات.

كما يواجه الصحفيون في غزة تحديات غير مسبوقة، حيث يجمعون بين خطر القصف اليومي وويلات المجاعة والحرمان من أبسط مقومات العمل. ويعمل الصحفيون في بيئة محفوفة بالمخاطر، وسط تدمير المكاتب الإعلامية ونقص المعدات والكهرباء، بينما يحملون على عاتقهم نقل معاناة شعب يعاني من القصف والتجويع. ويتعرض الصحفيون للاستهداف المباشر، كما يعانون من تأخر مستحقاتهم المالية وتجاهل المؤسسات الدولية لحقوقهم، رغم ذلك يواصلون مهمتهم بنقل الحقيقة، حتى مع كتابة بعضهم وصاياهم وحملهم صور أطفالهم كدليل هوية في حال استشهادهم. ويبقى صحفيو غزة شهداء على جرائم الحرب وأصواتا ترفض الصمت رغم كل التحديات، مع استشهاد 228 صحفيا وإصابة المئات.

ميدانيا، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها قنصوا جنديا صهيونيا على دبابة ميركافا في حي الشجاعية شرق غزة، واستهدفوا بالاشتراك مع سرايا القدس ثلاث دبابات بعبوات ناسفة وقذيفة تاندوم. في المقابل، أفادت هيئة البث العبرية بسحب لواءي المظليين والكوماندوز من قطاع غزة، مع بدء انتشار المظليين في الضفة الغربية، بينما يقرّ الجيش الصهيوني بوجود خمس فرق تناور داخل غزة، رغم أن العدد الفعلي أقل، في ظل تصاعد أعمال المقاومة وارتفاع عدد قتلى الجنود الصهاينة.

لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع