ناقشت عدة أحزاب سياسية فكرة إمكانية إنشاء تحالف أو تكتل حزبي، يجمع بين حزبين أو أكثر، كاستراتيجية بديلة مقترحة للخروج من العمل الحزبي المنفرد، وخوض الانتخابات المقبلة بشكل مشترك، من دون أن يتم تحديد الأشكال أو المراحل التي يتم من خلالها تجسيد المشروع، الذي برز في شكل "جنيني"، وبحاجة إلى تنسيق ومشاورات ولقاءات عديدة لبلورته وإنمائه.
وطُرحت الفكرة بشكل غير رسمي بين قيادات حزبية، التقت نهاية الأسبوع الماضي، خلال إحياء الذكرى العاشرة لتأسيس حزب "طلائع الحريات"، بفندق سوفيتال بالعاصمة، وفق ما علمت "الخبر"، على هامش الاحتفالية من مصادر حزبية، شاركت في المناقشة التمهيدية أو المبدئية للمقترح.
ولم تتحدث القيادات عن المعايير أو الشروط التي يُستلزم توافرها للانضمام أو لتأسيس تحالف حزبي، سواء على أساس التوجهات الإيديولوجية التقليدية، وطني، إسلامي وديمقراطي، أو على أساس المواقف السياسية، معارضة وموالاة، أو على أساس التواجد في البرلمان أو غيرها من المقاييس.
غير أنه يُفهم من التصريحات المقتضبة حول الموضوع، من القيادات التي تحدثت إلى "الخبر"، أن الفكرة تتعلق بالتحضيرات للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وترمي إلى توحيد الأوعية الانتخابية وتجميع مقدراتها النخبوية، لانتزاع حصة في المجالس الشعبية بمختلف مستوياتها، ولِم لا "كسر هيمنة أحزاب محددة على المشهد الانتخابي"، على حد تعبير قيادي رفع من سقف الطموح.
وإلى غاية الآن، يتريث أصحاب الفكرة ولم يفصحوا عن كل معالمها وتفاصيلها، بحجة، على ما يبدو، عدم استباق الأحداث، وهو تريث وتحفظ لابد منه، من الناحية الزمنية، وإلا سيجدون أنفسهم في حالة متقدمة ومتسرعة عن وتيرة الزمن السياسي. ولا تزال الفكرة محل مناقشة وتباحث ولم تتضح معالمها، والمشاركون فيها وقابلية تجسيدها وشكلها وتسميتها.
كما لم يتم الاتفاق عليها بشكل نهائي لتتحول إلى مشروع واقعي وملموس، مثلما جرى مؤخرا مع التكتل الانتخابي الذي أنشأته أحزاب الموالاة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لدعم برنامج رئيس الجمهورية، والتفّت حول تصوراته وقراراته ومشاريع القوانين التي سنتها حكوماته على مستوى البرلمان.
وسبق أن خاضت أحزاب سياسية في العقود الأخيرة الماضية تجارب إنشاء تحالف وحققت نتائج مقبولة جدا على الصعيد الانتخابي، على غرار ما كان يسمى بـ"تكتل الجزائر الخضراء" الذي ضمَّ حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح، أو "التحالف الرئاسي"، الذي أنشأه حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم، إلى جانب تجارب سابقة خاضتها أحزاب متوسطة ومحدودة الانتشار.
ورغم هذه المساعي، تظل الاحتمالات بالتراجع عن الفكرة قائمة وقوية، لارتباطها بطبيعة التفاعل مع الفكرة والأنانيات الحزبية ومدى قدرتها على تحقيق امتداد جماهيري وانتخابي.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال