الوطن

النائب ديلوغو يردّ على منتقديه اليمينيين المتطرفين

أكد أن زيارته للجزائر في نهاية جوان رفقة والدته، كانت ذات طابع شخصي وإنساني هدفها الترحم على أرواح أجداده والمشاركة في منتدى بيئي.

  • 2248
  • 2:38 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

ردّ النائب سيباستيان ديلوغو، المنتمي لحزب "فرنسا الأبية"، على الحملة التي شنت عليه إثر زيارته الأخيرة إلى الجزائر، محذرا من خطورة تجاهل عمق وتجذّر الروابط بين الجزائر وفرنسا.

ديلوغو الذي زار الجزائر في نهاية جوان رفقة والدته، أكد أن رحلته كانت ذات طابع شخصي وإنساني هدفها الترحم على أرواح أجداده والمشاركة في منتدى بيئي.

وفي بيان نشره عبر منصة "إكس"، شدد النائب على أن الزيارة كانت مبرمجة منذ أشهر، وقد شكّلت أيضا فرصة للقاء نواب في المجلس الشعبي الوطني، من بينهم محمد هاني، رئيس لجنة الشؤون الخارجية السابق ونواب المهجر ابراهيم دخينات، ومحمد يعقوبي والنائب نور الدين حطاب، غير أن ظهوره الإعلامي على قناة "كنال ألجيري" فجّر موجة من الغضب في فرنسا، خاصة بعدما اتّهم ديلوغو وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو بإطلاق "الشتائم والتهديدات" ضد الجزائر، كما حمّل وسائل الإعلام التابعة لما وصفه بمجرة بولوري، مسؤولية تغذية خطاب استعماري عنصري، في إشارة إلى مجموعة القنوات والصحف المملوكة لرجل الأعمال فنسان بولوري.

ولم يتردد في توجيه انتقادات مباشرة لأعضاء في الحكومة الفرنسية، معتبرا أن الخطاب المعادي للجزائر لم يعد حكرًا على اليمين المتطرف، بل أصبح يردّده وزراء في الحكومة نفسها.

وشدد ديلوغو على أن "العلاقات بين فرنسا والجزائر متجذرة وعميقة"، محذرًا من أن "تجاهل هذه الحقيقة سيكون خطأً فادحا".

لم تمض ساعات على ظهوره الإعلامي حتى سارعت بعض الأطراف في اليمين واليمين المتطرف الفرنسي، إلى استغلال الفرصة لمهاجمته، متهمة إياه بخدمة أجندة أجنبية في محاولة لاستثمار أي تقارب مع الجزائر في معاركهم السياسية الداخلية، حتى لو كان ذلك على حساب تهدئة العلاقات الثنائية.

أما حزب "فرنسا الأبية"، بقيادة جون لوك ميلونشون، الذي ينتمي إليه ديغولو، فقد اكتفى بتوضيح مقتضب أكد فيه أن تصريحات النائب تعبّر عن مواقفه الشخصية ولا تلزم الكتلة البرلمانية ولا الحزب ككل.

وحرص النائب الفرنسي على التأكيد أن رحلته التي انطلقت من وهران، حيث يوجد قبر جده لأمه، قبل أن ينتقل إلى العاصمة لم تكن سياسية، لكنها في الوقت ذاته لم تكن خالية من الرسائل: إعادة الاعتبار للذاكرة المشتركة والدعوة إلى علاقة قائمة على الاحترام والمساواة والأخوة، وهي مفاهيم لا تزال تُقابل بالرفض أو التجاهل في أوساط سياسية فرنسية لم تتجاوز عقدة ما بعد الاستعمار.

وأوضح في بيان له أنه في سياق الهجمات غير المسبوقة التي يشنها اليمين واليمين المتطرف بهدف تأزيم العلاقة الفرنسية-الجزائرية، تعرّض بشكل فوري لهجوم يرمي إلى استغلال زيارته والتقليل من شأنها وتشويه وجوده على الأرض الجزائرية.

وردًا على الانتقادات التي وجهت له بشأن عدم التطرق إلى قضية الفرنسيين المعتقلين في الجزائر خلال تصريحاته الإعلامية، أكد ديلوغو أنه لم يُسأل عن هذا الموضوع من قبل الصحفيين. ودافع ديلوغو عن مواقفه، مؤكدا أنه ناقش فعليا وبعيدًا عن الأضواء ملف الصحفي الفرنسي والكاتب صنصال مع مسؤولين محليين، رافضًا الوقوع في فخ التصعيد الإعلامي الذي سقط فيه وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو واصفًا تصريحاته بـ"المهينة وغير المجدية".

كما نفى بشكل قاطع ما تم تداوله حول موقفه من قضية الصحراء الغربية، مشيرا إلى تمسكه بالشرعية الدولية وضرورة حل النزاعات عبر الوسائل السلمية، في رد ضمني على محاولات تسييس زيارته وإقحامه في ملفات معقدة.

ورغم الطابع الفردي لتصريحات ديلوغو، إلا أن مضمونها يعكس تيارا فرنسيا داخل أوساط اليسار على وجه الخصوص يطرح أسئلة جوهرية حول مآلات العلاقة مع الجزائر، وضرورة تجاوز منطق الإملاءات والوصاية و يدعو للتعامل مع الجزائر كدولة شريكة لا كملف داخلي، وهو الخطاب الذي طالما أفسدته حسابات انتخابية قصيرة الأمد في باريس.