إذا كان الحدث في الموسم الجامعي الجاري هو انطلاق التدريس باللغة الإنجليزية لطلبة السنة الأولى في مجالات العلوم الطبية، تمهيدا لتعميمها على باقي السنوات؛ فإن مجالات عديدة حيوية ومطلوبة وضرورية للسياسة الوطنية في الداخل والخارج، قطعت شوطا مهما في التكوين بالإنجليزية، وهي مختلفة ومتعددة، على رأسها الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والإعلام الآلي والاتصالات والإلكترونيك ومجالات الاتصال والإعلام.
وفق المعلومات التي استقتها "الخبر" من مصادر رسمية من وزارة التعليم العالي عن مستوى التكوين في الإنجليزية بمختلف التخصصات، فإن هذه الأخيرة تقدمت كثيرا، وأصبحت اللغة الرسمية للتكوين، وهي مجالات إستراتيجية منها الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والأنظمة المستقلة وعلوم وتكنولوجيا النانو، وأنظمة التحكم والتشويش على المسيرات، والإعلام الآلي الكمي، وبيولوجيا، واتصالات سلكية ولاسلكية، وإلكترونيك بيو طبية، وآليات، وبيو تكنولوجيا، وهندسة الطرائق، وكيمياء، وفيزياء، وهندسة مدنية وعلوم الإعلام والاتصال.
كل هذه المجالات كان لها الأولوية في تعميم التكوين بها بالإنجليزية، كونها ميادين حيوية ومهمة وتخدم مصلحة واقتصاد وأمن الوطن. وبالإضافة إلى تحقيق هذه الأهداف، يسمح هذا التوجه بمرئية أكبر للمؤسسات الجامعية التي تضمن هذه التكوينات، خاصة وأنها أهم الميادين المعتمدة في تقييم المؤسسات الجامعية للدول ضمن التصنيفات العالمية.
وتعمل وزارة التعليم العالي بشكل مكثف بتوسيع إدراج الإنجليزية في شتى المجالات، في إطار تعزيز مكانة اللّغة الإنجليزية في التكوين والتعليم العاليين، والانتقال من التعليم باللغة الفرنسية إلى التعليم باللغة الإنجليزية، لاسيما في العلوم والتكنولوجيا في مختلف ميادين التكوين والشعب علوم وتكنولوجيا (علوم المادة، رياضيات وإعلام آلي، علوم الطبيعة والحياة، علوم الأرض والكون، هندسة معمارية وكذا علوم تكنولوجيا)،
ووجهت الوزارة عدة مراسلات إلى المؤسسات الجامعية، منذ السنة الجامعية 2022-2023، تاريخ انطلاق العملية بإدراج الإنجليزية، وتم الانطلاق في تكوين الأساتذة الباحثين في اللّغة الإنجليزية للوصول إلى مستوى يسمح لهم بضمان تدريس مختلف المواد في هذا الشأن.
إضافة إلى ذلك، تم تنصيب لجنة وطنية للإشراف ومتابعة تنفيذ برنامج تكوين الأساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه في اللّغة الإنجليزية على مستوى مؤسسات التعليم العالي، حيث يقوم أعضاء هذه اللجنة بزيارات ميدانية للمؤسسات الجامعية لتقييم الإجراءات المتخذة بهذا الخصوص، ويؤكدون في كل مرة أهمية هذه اللغة، على اعتبار أنها رقم واحد في العالم حيث يتحدث بها أكثر من 500 مليون شخص عبر العالم، وأكثر من 90 بالمئة من الأعمال البحثية والمقالات والمجلات العلمية في العلوم والتكنولوجيا محررة باللغة الإنجليزية، ناهيك عن أن التبادل والتعاون مع المؤسسات التعليمية والبحثية على المستوى الدولي يكون بالإنجليزية، وهو عامل ضروري يتماشى مع توجه قطاع التعليم العالي في تحقيق جامعة من الجيل الرابع.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال