الوطن

سامي كليب يكتب عن "النيف" الجزائري

كليب يتحدث عن الزيارة المرتقبة للرئيس اللبناني إلى الجزائر.

  • 5042
  • 2:19 دقيقة
الصورة: الخبر
الصورة: الخبر

في مقال نشره هذا الأحد 27 جويلية على مدونته "لعبة الأمم"، عاد الصحفي اللبناني الشهير سامي كليب، الذي لا يفوت فرصة للإشادة بالجزائر، إلى أنفة الجزائريين وزيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون هذا الثلاثاء إلى الجزائر.

وفي مقال تحت عنوان "تبون وعون.. والنيف الجزائري"، يستحضر سامي كليب "النيفَ" الجزائري، الذي يُلخّص كرامة الشعب الجزائري وفخره النابع من شخصيته.

وقال سامي كليب إن كلمة "النيف" "هي إحدى ثوابت التاريخ والحاضر الجزائريّين، حتّى ولو أن المغالاة فيها قد يُسبب للجزائر بين حين وآخر مُشكلة هُنا وتوتّرًا هناك. وهي أيضًا من خصالِ الشخصيّة الجزائريّة، من المواطن العادي إلى أعلى شخصية.

وبحسب سامي كليب، سيكتشف الرئيس اللبناني خلال زيارته للجزائر هذا الثلاثاء، العديد من طباعه الشخصية، المستمدة من "النيف الجزائري". واسترسل يقول "فهو عُرف بصلابتِه في خلال تولّيه قيادة الجيش، وبعدم تنازلِه لمافيات السياسة التي استعبدت البلاد والعباد، حتّى ولو أن العنادَ في مواقفِه، كاد يحرمه من كُرسي الرئاسة، قبل أن يستقرّ الرأي الدوليّ والعربي عليه كأفضل خيار للمرحلة الحاليّة".

وأشار سامي كليب إلى خطاب الرئيس عون أمام ضباط المؤسسة العسكريّة، حين رفع الصوت ضد ساسة لُبنان وحذّر من ضرب الجيش ومعنوياته. وأوضح أن هذا بالضبط ما يُسمّى بالنيف.

وتابع سامي كليب يقول إن الرئيس عون سيكتشف رئيسًا جزائريًّا مُحبًّا للُبنان، وراغبًا في توسيع نطاق مساعدته في الكثير من المجالات، دون أن يطلب من لُبنان شيئًا بالمقابل.

واستطرد يقول "هذا دأبُ الجزائر منذ فجر استقلالها الذي صاغته بنضال شعبها وبملايين الشهداء والجرحى ...، حيث لم تبخل يومًا بالوقوف إلى جانب لُبنان في كلّ أزماته، أكان ضدَّ الكيان الصهيوني أو في زلازله الداخليّة من الحرب الأهلية إلى تفجير المرفأ".

وكتب سامي كليب "كلّف الرئيس عبد المجيد تبّون، الدبلوماسي العريق والمثقف الموسوعي والكاتب الألمعي كمال بوشامة بمنصب سفير في لُبنان، أوصاه بأن يبذل كل ما يستطيع لمساعدة لُبنان في كل ما يحتاجه من مواد بناء، ومعدات وعتاد للجيش، ونفط، ومنح تعليميّة، وكلّفه ببناء أكبر صرح ثقافيّ جزائريّ في بيروت، انطلاقًا من قناعته بأن لُبنان كان وسيعود منارة ثقافية عربيّة وعالميّة. ولعلّ إقفال ملف الاتهام الظالم لشركة سوناطراك الجزائريّة في لُبنان سيُساهم في إعادة بواخر النفط، والإعلان عن استعادة الخطوط الجويّة المباشرة بين الجزائر وبيروت".

وأوضح سامي كليب إلى أن الجزائر لم تتحدث قط عن لغة المصالح عندما يتعلق الأمر بلبنان، مؤكدا أنه رغم التوترات بين الجزائر وفرنسا وبعض الدول الإفريقية والعربية، فإن الرئيس تبون يعمل على تنويع شركاء الجزائر الأجانب.

مشيرا إلى أن الرئيس تبون، هو الرئيس العربي والإفريقي الأول الذي يلتقي البابا الجديد، وذلك بعد أن وقّع اتفاقات كُبرى مع إيطاليا التي باتت الشريك التجاريّ الأول للجزائر.

وبخصوص الأزمة مع فرنسا، أكد الإعلامي اللبناني سامي كليب، أن الأنفة الجزائريّة تقول لفرنسا إنّها ليست بحاجة إليها، وإنّ البدائل كثيرة، وإنَّ باريس هي الخاسرة في تعميق التوتّر الذي بدأ بسبب إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون موقفا داعمًا لسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية، ووصل الآن إلى حد التضييق على الدبلوماسيّين، والذي قررت الجزائر تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بشكل صارم وفوري.