الوطن

نهاية مرحلة في "الأرندي"

انتهت أشغال المؤتمر السابع، أمس، وانتهت معه حقبة في الحزب، ظل فيها منصب الأمين العام، مقتصرا على جيل محدد من القيادات.

  • 1339
  • 2:19 دقيقة
أشغال المؤتمر السابع للحزب، الصورة: التجمع الوطني الديمقراطي
أشغال المؤتمر السابع للحزب، الصورة: التجمع الوطني الديمقراطي

انبثق عن المؤتمر السابع لـ"لأرندي" في يومه الثاني، أمس، بعد تزكية أمين عام، مجلسا وطنيا مؤلفا من نحو 470 عضوا، اُنتخبوا ليلة أول أمس بشكل خال بنسبة كبيرة من الانسدادات والنزاعات.

وتأجل تعيين أو انتخاب المكتب الوطني إلى دورة المجلس الوطني المقبلة، وفق ما علمت "الخبر"، واكتفى المؤتمرون بالمصادقة على اللوائح والقانون الأساسي الجديد، وسط تساؤلات عن طبيعة تركيبة الهيئة التنفيذية في الحزب.

وانتهت أشغال المؤتمر السابع، أمس، وانتهت معه حقبة في الحزب، ظل فيها منصب الأمين العام، مقتصرا على جيل محدد من القيادات، منذ تأسيسه في 1997، حينها شغل المنصب لأول مرة عبد القادر بن صالح ثم الطاهر بن بعيبش الذي رفض "مبايعة" الرئيس الراحل السابق عبد العزيز بوتفليقة سنة 1999، ووجد نفسه أمام عاصفة تغيير مفاجئ، جاء بأحمد أويحي الذي عمّر في المنصب لسنوات عديدة، واضعا الحزب في تحالف رئاسي، بالشراكة مع حزب جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم.

وبتزكية منذر بودن، انتقلت المسؤولية الأولى إلى جيل الثمانينيات، مدشنة بذلك مرحلة جديدة، تردد فيها كثيرا شعار "التشبيب"، لدرجة إدراجه ضمن أحكام القانون الأساسي الذي عرف تعديلات جوهرية من أجل تمكين الشباب من المسؤوليات القيادية، وفق ما علمت "الخبر" من القيادة الجديدة.

ولوحظ أن الشعار الذي رفعه بودن وجعله حجر الزاوية في الخطاب السياسي، واستلهمه، وفق تعبيره، من توصيات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد تجسد في المجلس الوطني وتمظهر في المشاركين في المؤتمر والمندوبين، كما لو أن الرجل يريد إحداث قطيعة مع مرحلة سابقة، كان فيها الحزب محل انتقادات وغضب شعبي كبيرين.

وبملاحظة التركيبة البشرية لمنتسبي الحزب، قادة ومناضلين، يتبين بأن الغالبية منهم شباب من الجنسين، وإطارات في الإدارات العمومية والوزارات، ومن خريجي الجامعات بـ"بروفيلات" متشابهة ومنسجمة ومنصهرة في قالب واحد، توارثوه على ما يبدو منذ التأسيس.. يومها تشكل الحزب عبر هجرات جماعية للإطارات وموظفو الإدارات والمنظمات الجماهيرية والمؤسسات للانخراط في المولود والمشروع السياسي الجديد، الذي يولد بشنباته، على حد التوصيف الذي كان متداولا في تلك الأيام.

وبالعودة إلى مشاريع الأمين العام الجديد، ومدى قدرته على إدارة ثاني أكبر حزب من حيث الأغلبية البرلمانية والانتشار، بعد حزب جبهة التحرير الوطني، وقبل حركة مجتمع السلم، يرى العديد من القيادات التي تحدثت إلى "الخبر"، أن قيادة "الأرندي" مرهونة بطبيعة ومستوى المحيط الذي سيختاره الأمين العام، والمعايير التي يعتمدها في تشكيل فريقه القيادي، وأيضا في قدرته على الاختلاف عن سابقيه وعلى وضع بصمته في الخطاب.

ووجد الأمين العام نفسه في قلب ساحة سياسية تتهيأ للانتخابات وأيضا في مشهد سياسي بحاجة إلى خطاب جديد، يستجيب لتطلعات الناخبين والجمهور الذي تغيرت خصائصه وتخلى عن النزعة العاطفية والشوفينية، التي كانت تطغى على ردود أفعاله وسلوكه الانتخابي، بفعل مشاهدته الكثير من التجارب السياسية الناجحة في العالم.

كما يجد بودن نفسه في مهمة إزالة أو ترميم الصورة الذهنية للحزب، الذي كان في مرمى الحراك الشعبي سنة 2019، بالمطالبة بالتواري عن المشهد السياسي، على خلفية مشاركته في التحالف الرئاسي مع الرئيس السابق ومسؤولا عن ترشيح الرجل للعهدة الخامسة بالرغم من متاعبه الصحية التي لا تؤهله إلى شغل الوظيفة السامية.