الوطن

دعوة للتهدئة بين الجزائر وفرنسا

أسقف الجزائر وعميد مسجد باريس في نداء مشترك.

  • 12284
  • 1:45 دقيقة
الصورة: م.ح
الصورة: م.ح

وجه رئيس أساقفة الجزائر، الكاردينال جان بول فاسكو، وعميد مسجد باريس، الدكتور شمس الدين حفيظ، نداء مشتركا يدعو إلى التهدئة بين فرنسا والجزائر وتغليب صوت العقل والروحانية على منطق التصعيد السياسي.

في النداء الصادر أمس في صحيفة "لوموند" تحت عنوان: "القرن الحادي والعشرون سيكون أخويا أو لن يكون"، عبّر الطرفان عن رفضهما لتحول الأزمة بين البلدين إلى صراع دائم ودعيا إلى العودة إلى مسار الحوار وأشارا إلى أن العلاقات بين فرنسا والجزائر تمر بمرحلة تأزم خطير، لكن هذه الأزمة لا يجب أن تطغى على الروابط التاريخية والإنسانية العميقة بين الشعبين، مؤكدين أن الخلافات بين الدول لا ينبغي أن تنعكس على حياة الشعوب، كما أكدا أن الهوية ليست شيئا جامدا، بل واقعا حيا يتطور بالحوار والانفتاح.

واستحضر الكاتبان الإرث الديني المشترك في الدعوة إلى الأخوة، واستدلا بإسهامات شخصيات تاريخية مثل القديس أوغسطين والأمير عبد القادر، باعتبارهما رمزين للانفتاح، وللقدرة على الجمع بين الانتماء المحلي والرؤية الكونية.

وأبرز المتحدثان أن العلاقة بين الشعبين الفرنسي والجزائري "يجب أن تُبنى على أسس الحقيقة والمصالحة، لا على صراعات الذاكرة"، وحذرا من أن غياب المصالحة التاريخية "يُبقي الجروح مفتوحة ويمنع التقدم"، مشددين في الرسالة على القناعة بأن "الحقيقة التاريخية، حين تُقال بلا إذلال، تفتح طريق المستقبل، لا الماضي، في إشارة إلى ضرورة معالجة ملف الذاكرة بشجاعة وكرامة متبادلة".

وجاء في النداء: "لا يمكن إنكار أن التوتر الحالي في العلاقات بين فرنسا والجزائر متجذر في ماض مثقل بالجراح، جراح لم تُقل فيها كلمات الحقيقة اللازمة. غابت كلمات المصالحة التي كان يمكن أن تفتح أفقا من السلام، لكنها لا تزال ممكنة".

وتابعا: "من السهل أن تتحول الذاكرة إلى ساحة معركة"، ثم استدركا قائلين: "لكن، كما قال نيلسون مانديلا، المصالحة لا تعني النسيان، بل أن لا نبقى أسرى للماضي. نعتقد أن الحقيقة التاريخية، حين تُقال بلا إذلال، تفتح الطريق إلى المستقبل، لا إلى الوراء".

وجاءت الرسالة في لحظة حرجة، يزداد فيها الانقسام بين البلدين ويقترب فيها الوضع من حافة القطيعة، حيث يدفع مواطنو البلدين ثمن تداعياتها.