الوطن

سلطة الضبط تحذّر من استغلال مأساة وادي الحراش

دعوة القنوات التلفزيونية إلى احترام الكرامة والالتزام بقواعد المهنة بعيدًا عن الإثارة.

  • 2061
  • 1:12 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

أعربت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري، مساء اليوم السبت، عن رفضها القاطع للممارسات التي انتهجتها بعض القنوات التلفزيونية في تغطية حادث سقوط الحافلة بوادي الحراش أمس الجمعة، مؤكدة ضرورة احترام الكرامة الإنسانية والخصوصية، والالتزام بأخلاقيات المهنة دون استغلال للألم.

وأوضحت السلطة، في بيان لها، أنه "على وقع الحداد الوطني وتنكيس الراية الوطنية الذي قرره رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إثر فاجعة وادي الحراش، تتقدم السلطة بتعازيها الخالصة لعائلات الضحايا، وتؤكد أن معيار الأداء الإعلامي يتمثل في احترام الكرامة والخصوصية والابتعاد عن استغلال المعاناة".

وأضاف البيان أن السلطة سجلت "خروقات مهنية" من قبل بعض القنوات التي قامت باستجواب الجرحى داخل قاعات الإنعاش وملاحقة أهالي الضحايا في لحظات الانهيار، محوّلة المأساة إلى مادة للسبق الإعلامي والاتجار بآلام الناس لرفع نسب المشاهدة والتفاعل عبر المنصات.

واعتبرت أن هذه الممارسات تشكل "انتهاكًا صارخًا لكرامة الإنسان وخروجًا عن مقتضيات المهنة"، مذكّرة بالقانون رقم 23-20 المتعلق بالنشاط السمعي البصري والمرسوم التنفيذي رقم 24-250، اللذين يحظران المساس بكرامة الأشخاص وحياتهم الخاصة أو استغلال المعاناة الإنسانية.

وفي السياق ذاته، دعت السلطة غرف الأخبار إلى التركيز على التحقيقات الميدانية والبحث الدقيق في ملابسات الحادث، مع حماية الفئات المكلومة واحترام حرمة الفضاءات الطبية، مشددة على أن "حرية الإعلام مسؤولية" وأنها "لن تتسامح مع أي إخلال يمس كرامة المواطن وسمعة المهنة".

كما تطرقت سلطة الضبط إلى الدعوات الخاصة بإعداد ميثاق وطني لأخلاقيات المهنة، مؤكدة أن هذه الخطوة من اختصاص الهيئات القانونية المعتمدة، مشيرة في الوقت نفسه إلى انفتاحها على أي مبادرة مؤطرة قانونًا تسهم في ترقية أخلاقيات الصحافة.