الوطن

"فلاش باك": حارس الرئيس الذي ابتلع سرَه

لايتوقف "فلاش باك" عند جريمة الاغتيال بقدر ما يحاول لفت النظر إلى المتهم بتنفيذها

  • 4533
  • 1:08 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

يأخذنا عدد جديد من "فلاش باك" إلى حدث شكَل جرحا غائرا في الذاكرة الوطنية الجزائرية الحديثة: اغتيال الرئيس محمد بوضياف في 29 جوان 1992 بمدينة عنابة، أثناء إلقائه خطابًا يستعرض فيه رؤيته للدولة ومشروعه المجتمعي.

لايتوقف "فلاش باك" عند جريمة الاغتيال بقدر ما يحاول لفت النظر إلى المتهم بتنفيذها: الملازم لمبارك بومعرافي، ذاك العسكري الغامض الذي بدا مختلفًا عن النمط السائد. كيف تم اكتشاف هذا الجانب الغريب فيه؟

خلال المحاكمة التي جرت في 1994 بمحكمة الجنايات بالعاصمة، حضر عدة محامين الجلسة، و تابعها عدد من الصحافيين لحظة بلحظة. الجميع حرَكهم الفضول لسماع ما سيقول بومعرافي عن تفاصيل اغتيال أحد الستَة التاريخيين الذين فجروا ثورة التحرير عام 1954، العائد حديثا من المنفى. غير أن الصمت المُطبق للمتهم بدّد كل التوقّعات، وأجهض الأمل في سماع الحقيقة من فمه.

ظل بومعرافي أسبوعين كاملا متحصنا بسكوته، يستمع إلى أسئلة القاضي محدقا فيه بعينيه الخضراوين وكأنه صخرة صماء. وطرحت خلال تلك المحاكمة الاستثنائية تساؤلات عديدة، ورد بعضها على لسان القاضي نفسه: هل تصرف بومعرافي بشكل فردي في تنفيذ الجريمة، كما أكدته الرواية الرسمية، أم دفعه إلى ذلك نافذون في السلطة؟ أليس غريبا أن يقدم رجال النظام على التخلص منه بينما لجأوا إليه لإنقاذهم من ورطة إلغاء المسار الانتخابي؟

هل كان بومعرافي مناضلا في "الفيس" مختبئا في صفوف الجيش؟ هل هو رجل متديَن رأى أن الجنرالات يومها حرموه من العيش في دولة إسلامية كانت قاب قوسين أو أدنى من الظهور ؟.