+ -

يدرس أربعة وثلاثون تلميذا في السنة الأولى ابتدائي بمدرسة الشهيد البشير الرزقي ببلدية ورماس بالوادي في فضاء دراسي “ساحر”، حيث تملأ القسم رسومات لطبيعة خضراء وبحر أزرق، ما جعلهم ينعمون بظروف نفسية وتربوية جيدة، ضاعفت من قدراتهم في التحصيل العلمي وحب التعليم والتميز بسلوكات إيجابية بين اُسرهم وفي محيطهم الاجتماعي. أوّل ما يشد انتباه الداخل إلى هذا القسم الطاولات الجميلة المطلية باللون الأزرق البحري الذي يُشجع الهدوء والتفكير الإبداعي لدى التلميذ، كما ازدانت الطاولات برسومات لسحب بيضاء. أما الواجهة الأمامية للحجرة حيث توجد السبورة، فقد زينت باللون الأبيض فيما يُشبه الشاشة، حيث لا يرى التلاميذ بفعل تأثير الألوان إلا المعلمة وهي تتحرك أمامهم وتقدم درسها، قبل أن تعود إلى مكتبها المزدان باللونين الأزرق والأخضر تحيط به شجرة كبيرة فتبدو وكأنها في حديقة غناء عُلقت على أغصانها معلومات مهمة ملونة. بينما حمل الجدار الخلفي للحجرة رسومات لكل ما حواه البحر من حيتان ودلافين، ومعرضا صغيرا للرسومات التي ينجزها التلاميذ، في حين كتبت على الجدران الجانبية معلومات مفيدة للتلاميذ مثل شهور السنة ورسومات للحواس الخمس وبعض الشخصيات لتسهيل حفظها وتذكرها. ويتمسك التلاميذ بقسمهم، حيث إنهم أول من يقدم إلى المدرسة في الصباح الباكر ويسارعون إلى دخول الحجرة، كما يرفضون تحويلهم إلى قسم آخر، وعن ذلك يقول التلميذ صابر: “نحب قسمنا ومعلمتنا، نحن ندرس داخل حديقة جميلة لا نجدها خارج المدرسة”.وتؤكد معلمتهم، وحيدة، أنه لوحظ بشكل لافت ارتفاع مستوى تحصيلهم التربوي والتعليمي بسبب هذا الفضاء الطبيعي داخل الحجرة، حيث أثرت هذه الأجواء الجميلة في نفوسهم وصار التلاميذ هادئين طوال الحصة ومركزين على الدرس وإجاباتهم فورية ومشاركاتهم فعالة وإبداعية مقارنة بتلاميذ الأقسام الأخرى.وتضيف المتحدثة أنها لاحظت وبما لا يدع مجالا للشك، أن اختيار الألوان وتزيين الفصول الدراسية بأشكال فنية مدروسة وليست عشوائية، يكون له تأثير مباشر على نفسية وعطاء التلاميذ.وذكرت المعلمة أنها فكرت في تزيين الحجرة على هذا النحو العلمي والنفسي بعد بحث طويل حول علاقة تأثير الألوان والتزيين على التحصيل الإيجابي للتلاميذ، ثم اهتدت في الأخير إلى هذا النموذج الفعال الذي لم تكن تتصور نتائجه الإيجابية.أما مدير المدرسة، عبد الله مأمون، فأكد أن كل تلاميذ المدرسة يسارعون يوميا قبيل دخولهم أو فور خروجهم من أقسامهم أو خلال ساعة الراحة إلى دخول هذه الحجرة لرؤية رسوماتها، ما جعل الإدارة تفكر بجدية في تعميم التجربة التجميلية على كامل الحجرات وتمكين 158 تلميذ المتبقين من الاستفادة من ذلك، مشيرا إلى أن عملية تجميل حجرة السنة أولى ابتدائي ساهمت فيها، إلى جانب المدرسة، مصالح البلدية وهيئة الأولياء من خلال شراء الطلاء وتوفير الدهان واختيار الألوان، متمنيا تجديد الطاولات والكراسي لكونها قديمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: