38serv

+ -

 إذا كان لسان حال أحد المقولات المعروفة “البعيد عن العين بعيد عن القلب”، فإن لسان حال القطاع التربوي بباتنة يقول “البعيد عن العين بعيد عن الاهتمام” وهي المقولة التي تصلح تماما لوصيف الحالة البيداغوجية التي أصبحت عليها ابتدائية الشهيد روابح الدراجي ببلدية أولاد سلام بباتنة، والتي لا ذنب لها ولا للقائم عليها سوى بعدهم الجغرافي عن مقر الولاية لما يزيد عن عشرات الكيلومترات.هي صورة توضّح تماما التسيير المركزي في هذه الولاية والقطر الجزائري ككل إذا ما تمت مقارنتها بابتدائيات أخرى متموقعة بوسط مدينة باتنة، حيث أن فاتورة تموقعها الحدودي بين ولايتي باتنة وسطيف جعلها بعيدة عن أعين المسؤولين وعن البرامج الخاصة بالمؤسسات التربوية، ليكون ثمن الفاتورة باهض جدا، كيف لا وهي التي باتت بين مطرقة غياب الدعم البيداغوجي من السلطات الوصية وسندان مجموعة من المشاكل البيداغوجية الغارقة فيها.وتعدّ مشكلة اكتظاظ التلاميذ، أبرز المشاكل البيداغوجية التي تعانيها المدرسة، فالمعدل المعمول به كمقياس وطني والمقدّر بـ 21 تلميذا في القسم، يعد نكتة تربوية بهذه المؤسسة التعليمية التي يقدّر بالضعف تقريبا، حيث وصل هذا المعدل إلى حدود 41 تلميذا بالقسم وبمعدل عام بلغ نسبة 37.66 للقسم الواحد، وهي الأرقام التي تعكس فعلا المشهد التعليمي في المؤسسات النائية بعيدا عن أعين المسؤولين رغم طلب القائمين عليها ضرورة توسيع الحجرات أو إيجاد حلول وبدائل أخرى أكثر ملاءمة وتسهيلا للسير الحسن للعملية التعليمية والبيداغوجية. كما أن نقص عدد العمال بالمطعم في ظل العدد الكبير للتلاميذ بهذه الابتدائية والبالغ عددهم 226، أجبر القائمين على هذه المؤسسة على تقسيم التلاميذ لثلاثة أفواج، وهو ما يرهق كثيرا كاهل العمّال الذين لم تتوقف مشاكلهم عند هذا الحد، بل وصلت إلى عمل الحارس لعدة مهام أخرى إضافة لمهمته الأساسية المكلف بها بمثابة الجرم في حق هذه الفئة المهمّشة من المجتمع، ليجد المعلمين أنفسهم مجبرون على تنظيف الحجرات والأقسام التي يدرّسون بها، وهو المشهد الآخر الذي يعكس الحالة التي آل إليها قطاع التربية والتعليم في الجزائر.وعلى الرغم من المساحة الكبيرة التي تتوفر عليها المدرسة الابتدائية، إلا أن قضية تهيئة الملعب وبقية المرافق الرياضية والترفيهية، بقي معلقا إلى إشعار آخر رغم تقديم المدير للعديد من الطلبات قصد توفير الجو الأنسب لمساعدة التلميذ على التفرغ والتركيز على العملية التعليمية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: