38serv

+ -

 شخص يعمل تاجرًا، وقد يشغله البيع والشراء عن إدراك الصّلاة مع الجماعة، فما حكمه؟ صلاة الجماعة سُنّة مؤكدة عند الجمهور، وقد رجّح بعضهم وجوبها بجملة من الأدلة الشرعية الصريحة، وينبغي على المسلم مهما كانت وظيفته أن يبادر إلى تحقيق هذه الصلة الّتي تجمع بينه وبين الله خمس مرات في اليوم والليلة على أكمل وجهها وفي وقتها، رجاء أن يتقبّلها الله عزّ وجلّ منه فيغفر له ويبارك له في تجارته وأمواله وأهله، قال تعالى: {فِي بيوتٍ أَذِن اللهُ أنْ تُرفَعَ ويُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ والآصال *  رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِم تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ *  لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} النور:36-39، فالرّزق بيد الله ولن يموت ابن آدم حتّى يستوفي رزقه الّذي قدّره الله له وهو في بطن أمّه، فلا يشغلن المؤمن سعيه وراء المال عن عبادة الله عزّ وجلّ.وقد قال رسول اله صلّى الله عليه وسلّم ”مَن غَدَا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنّة نزلاً كُلّما غدَا أو راح” رواه البخاري ومسلم.وقال صلّى الله عليه وسلّم ”ألاَ أدُلُّكُم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغُ الوضوء على المكاره وكثرة الخُطَى إلى المساجد وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، فذلكُم الرِّباط فذلكم الرِّباط” رواه مسلم.وقال صلّى الله عليه وسلّم ”مَن تَطهّر في بيته ثمّ مضَى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة” رواه مسلم.وأخيرًا نُذكّر بقوله صلّى الله عليه وسلّم ”إذا رأيتُم الرّجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان” رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وهو ضعيف كما في ضعيف الجامع.قال ربّنا تبارك وتعالى: {إنّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} التّوبة:18، وفّقنا الله إلى ذِكْرِه وشُكْره وحُسن عبادته.هل قراءة سورة يس على المحتضر مشروعة؟ ينبغي على المؤمن إذا احتضر أخوه المؤمن ونازعته الموت أن يلقّنه كلمة التوحيد ”لا إله إلاّ الله”، روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ”لقِّنُوا موتاكم لا إله إلاّ الله” رواه مسلم، ولا ينبغي أن يأمره بقولها أمرًا فيه شدّة، وإنّما عليه أن يَذْكُرُها هو ليتذكّرها المحتضر، فإن قالها فعليه أن يَسْكُت وأن لا يُكلّمه حتّى يكون آخر كلامه لا إله إلاّ الله، لأنّ مَن كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله دخل الجنّة.وقراءة سورة يس عند المحتضر سُنّة عند كثير من العلماء، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”اقرءوا على موتاكم يس” حديث ضعيف أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم، وهي من مخفّفات سكرات الموت كما كان يقول السّلف، والله أعلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات