+ -

لا بد أن نوجه الشكر للوزير الأول ونائبه على المساهمة الكبيرة في رفع مستوى الغضب لدى الشعب الجزائري في جمعة الفصل اليوم.. لأن الندوة الصحفية التي نشطاها صبيحة الخميس كانت غاية في الرداءة ولغة الخشب، وتتطلب أن يرفع الشباب السامع لهما منسوب الاحتجاج على السلطة من حالة التغيير إلى حالة الرحيل!لعمامرة يقول في القناة الإذاعية الثالثة بأن الحكومة لا دخل لها في تنظيم الندوة الوطنية، وبدوي يقول إن الحكومة ترافق تنظيم الندوة الوطنية.. فمن نصدق؟ ومن يخلط على الآخر؟ وإذا كان الوزير الأول ونائبه لم يتفقا على الندوة الوطنية فكيف يقنعون الناس بها؟!المضحك أيضا أن لعمامرة قال إن الندوة الوطنية سيُعيَّن أعضاؤها بمرسوم رئاسي من طرف الرئيس! وكأن هذه الندوة ستكون هيئة من هيئات الحكم في حكومة البؤس الوطني!ولسنا ندري كيف يكون هؤلاء أحرارا في البحث عن بديلٍ لنظام يرأسه الرئيس الذي عيّنهم؟ وما الفرق بينهم وبين أعضاء لجنة المساندة لترشح الرئيس؟والمضحك أكثر أن لعمامرة يقول: إن الحكومة القادمة ستُشَكَّل من الأحزاب المعارضة والمجتمع المدني! والمعارضة ترفض حتى الحوار مع السلطة بخصوص الندوة الوطنية. فكيف تشاركها في حكاية الحكومة؟والشارع يرفض السلطة وحكومتها ويرفض المعارضة أيضا، فكيف يشكل هؤلاء الحكومة ويقنعون الشارع؟!والمصيبة أن الوزير الأول ونائبه يقولون إنهم يشكلون حكومة كفاءات، فكيف سيحدث ذلك وهؤلاء ما يزالون في لغة الخشب أسوأ من لغة الخشب التي كانت تتمتع بها حكومة أويحيى؟الندوة الصحفية لبدوي ستعجل برحيل الرئيس ربما حتى قبل نهاية عهدته! لأن الصورة التي قُدم بها برنامجه لتأجيل الانتخابات أسوأ من الصورة التي قُدم بها سالفه للترشح لعهدة خامسة.. وإذا كانت ردة فعل الجزائريين على رسالة الترشح لعهدة خامسة نداءات إلى سقوط الانتخابات وسقوط الحكومة، فإن الرسالة التي قدمها بدوي ولعمامرة للمرحلة الانتقالية خلال الندوة الصحفية ستُعجل برفع مطالب الشارع إلى الرحيل الفوري للرئيس! خاصة أن الرئيس قد أصبح خارج الدستور من خلال تأجيل الانتخابات.ومن المتوقع أن لا يتجاوز الرئيس انتهاء العهدة الرئاسية الرابعة ويسقط، لأن الصورة الهزيلة التي قدم بها المرحلة الانتقالية التي يريد قيادتها كرئيس دولة وليس كرئيس جمهورية بدت أسوأ من حكمة الذي ثار عليه الشعب وهو رئيس جمهورية.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات