+ -

حتى إذا انتصرت قوى الشر على قوى الخير في هذه الثورة المباركة ودفعت بالبلاد نحو تجديد الفساد والاستبداد لنفسه.. فإن البلاد ستواجه مصاعب كبيرة في تسيير شؤونها... وتبقى قوى الشر تعطل التحول الوطني نحو آفاق يطمح لها الشعب منذ 70 سنة.لا أتصور الجزائر الثائرة بهذا الغليان وهذا الوعي الشبابي يمكن أن تقبل وتستكين لنظام فاسد بأن يسيرها بنفس الأساليب البائسة التي أوصلتنا إلى هذه الحالة.قد تنجح قوى الشر مرة أخرى في تعطيل البلاد ورسكلة نفسها ولكنها لن تنجح أبدا في مصادرة حق الشعب في أن يأخذ مصيره بيده.. هذه حركة التاريخ وقد تعطل قوى الشر التاريخ لكنها لن تلغيه، هؤلاء الذين يكابرون ويغالبون حركة التاريخ يمكن أن يخدعوا الناس بعض الوقت لكن لن يخدعوهم كل الوقت.نعم.. الجزائر لن تكون سوريا ولن تكون اليمن، ولن تكون ليبيا.. ولكنها بالتأكيد لن تقبل بأن تكون مصر أو شيلي بينوشي... أو أي شكل من أشكال الأنظمة المصادرة لحق الشعب في أن يكون سيد بلده وسيد مصيره.الجيش الوطني الشعبي جيش الشعب ويحس بما يحس به هذا الشعب، وإذا اعترته حالة، خاصة في مرحلة من المراحل، فلن يكون ذلك قدر الجيش كما لن يكون قدر الشعب والبلاد.نحن ننتظر اللحظة التاريخية التي تلتحم فيها إرادة الشعب مع إرادة الجيش لوأد آلام البلاد التي عمّرت طويلا وإلى الأبد. وبالتالي فإن هذه اللحظة قد اقتربت وأن بشائر ميلاد الجزائر الحديثة قد لاحت في الأفق. هذا هو قدرنا ولا مرد لقدر الشعب لأن إرادته من إرادة الله.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات