+ -

لجنة الحوار بدأت الحوار “الناجح” مسبقا! مع من؟! بدأته مع الاتحاد الطلابي الحر.. وهو اتحاد منبوذ من طرف الطلاب في الجامعات، لأنه ينتمي إلى أحزاب زعماؤها في السجن الآن مثل زعيم حزب تاج!هذا التنظيم الطلابي ثار عليه الطلاب في الجامعة ومنعوه من التحدث باسمهم في الجامعة عشية بدء الحراك الشعبي واختفى “قادته” أمام أخذ الطلاب مصيرهم بأيديهم بعيدا عن مثل هذه التنظيمات التعالفية المرتبطة بالأحزاب الشيتاوية!أشهد أن لجنة الحوار هذه أحسن قليلا من الذين تولوا الأمر في الحديث مع الجمعيات المدنية سنة 1992 لتحاور الأحزاب الفائزة بالانتخابات الملغاة آنذاك، وهي الجبهات الثلاث، حيث تم استدعاء السلطة لجمعيات المجتمع المدني، فكانت تلك الجمعيات تمثل جمعية الملاكمة وجمعية المرأة في اتصال وجمعية الأمهات العازبات وجمعية راشدة وغيرها من الجمعيات التي حلت محل البرلمان الملغى انتخابيا، وشكلت السلطة من هذه الجمعيات ما سمي آنذاك بالمجلس الاستشاري (البرلمان) وقد أطلقت عليه شخصيا اسم (الكورتس) والكورتس هو اسم البرلمان الذي كوّنه فرانكو في إسبانيا بعد استلام الحكم!معنى هذا الكلام أن استدعاء لجنة الحوار لأمثال الاتحاد الطلابي الحر كفاتحة لبدء الحوار معناه أن الرئاسيات القادمة سيكون حالها أسوأ من حال (كورتس) إسبانيا في عهد فرانكو، وسيكون حالها أحسن قليلا من عهد البرلمان الجزائري في عهد المجلس الاستشاري؟!الصورة الثانية القاتمة لهذه اللجنة في بدء حوارها هي أنها استقبلت الخطيب، قائد الولاية التاريخية الرابعة.. وهذه أيضا صورة قاتمة، نحن نتذكر أن الخطيب “لهوثه” الجنرال المرحوم إسماعيل العماري وجعله يرأس الندوة الوطنية للحوار التي جاءت بزروال رئيسا للدولة، وأنتم تعرفون نتائج تلك الندوة وما خلفته من كوارث على البلاد؟!الصورة الثالثة هي أن اللجنة فتحت الحوار مع منظمة المجاهدين، وأنتم تعرفون ماضي هذه المنظمة، فقد تم عزل المرحوم سعيد عبادو من المنظمة قبل أن يموت بأسابيع، لأنه صرح بأنه لا يؤيد المرحلة الانتقالية بالصورة التي نعيشها اليوم، وجيء بالأمين العام الجديد بالنيابة ليفعل ما يفعله الآن مع لجنة الحوار! ومتى كانت منظمة المجاهدين لا تؤيد السلطة في مسعاها، فهي مثل الأرندي والأفالان في هذه! بقي أن نسمع بأن لجنة الحوار استمعت أو تحاورت مع سيدي السعيد ومع بن حمو ومع بلقاسم ساحلي وغيرهم كثير ممن هم الآن في الأرشيف السياسي للنظام المقبور؟!كل الدلائل الآن تشير إلى أن الرئاسيات التي تدعو إليها السلطة عبر لجنة الحوار “المتروكية” هذه، ستكون رئاسيات أسوأ من رسائيات زروال سنة 1995، وأسوأ من رسائيات بوتفليقة سنة 1999، وسندخل مرحلة ضبابية خطيرة قد تعصف بما تبقى من مظاهر الدولة، لكن عزاؤنا الوحيد في هذه الظروف أن البلاد تملك الآن برلمانا شعبيا قويا ومتماسكا، وهو برلمان الشعب عبر هذا الحراك، ويخطئ من يعتقد أن بإمكانه تجاوز هذا المعطى السياسي الجديد في البلاد[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات