+ -

إجراء انتخابات في هذه الأوضاع سيضع مصير البلاد في أجواء السودان، عندما وصل عمر البشير إلى الحكم قبل 30 سنة! وأنتم تعرفون ما حدث للسودان بعد ذلك... لأن البشير تحالف مع الإسلاميين المتطرفين (جماعة الترابي) في البداية، ثم انقلب عليهم تماما مثلما يرفع أنصار الانتخابات الرئاسية بالقوة القاهرة اليوم في الجزائر شعار “الباديسية النوفمبرية”!لاحظوا أن السلطة تمارس التداول على السلطة بتبديل الواجهات السياسية... فقد حكمت هذه السلطة 30 سنة باسم الاستئصاليين العلمانيين الذين يحاربون الإرهاب السياسي الإسلاموي الذي تحاربه السلطة الفعلية.واليوم يريدون واجهة أخرى سياسية يحكمون بها 30 سنة أخرى... في المرة الأولى مروا بالقوة إلى الرئاسيات باسم زروال وما تلاه من انتخابات مزورة، وحكموا باسم العلمانيين الاستئصاليين ثلاثين سنة ضد إرادة الأغلبية، واليوم عندما فهم الاستئصاليون أنه لا يمكنهم العيش بسلام في الجزائر إلا بديمقراطية حقيقية وبإرادة الشعب الحقيقية... عندما فهم هؤلاء هذا الأمر وفهم معهم الإسلاميون والإسلامويون هذا الأمر وسايرهم بقايا مناضلي الدولة الوطنية... خرج علينا من يدعو إلى التمكين للباديسية النوفمبرية التي لا تختلف في جوهرها عن اليسارية الاستئصالية التغريبية التي حكم بها هؤلاء بالأمس كواجهة.الناس يعرفون أن الشعب الجزائري أصبح موحدا بيساره ويمينه، بإسلامييه وعلمانييه حول قضية واحدة هي بناء دولة الحق والقانون، دولة المؤسسات الدستورية الشرعية! ومن يعارض هذا المسعى الوطني لن يكون من الإسلاميين الحقيقيين ولا من الوطنيين الحقيقيين ولا هو من اليسار الحقيقي؟!ومثلما حذرنا منذ سنوات من خطورة الزج بالبلاد في مواجهة بين الشعب وجيشه بسبب الصراع حول الكرسي والحكم والمنافع المادية.. نحذر اليوم من مغبة المرور بالقوة القاهرة وبالتزوير نحو رئاسيات لا يرضى عنها الشعب، فقد تجد البلاد نفسها في وضع السودان قبل 20 سنة، في عهد البشير، وعندها سنجد أنفسنا أمام خطر الوحدة الوطنية وليس خطر الاستبداد في ممارسة الحكم فقط... البلاد قد تواجه في هذه الحالة خطورة أكبر من خطورة الفساد والاستبداد والرداءة.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات