+ -

الصامتون تكلّموا، حتى وإن كان بالتقسيط والتدريج، وحتى إن تكلم بعضهم وليس كلهم، لكن الأهم في المهم، أنهم تكلموا، وكفي الصامتون أو المتكلمون شر القتال!الأكيد أن المهم ليس في الكلام وإطلاق الأحلام وبيع الأوهام ونقل الآلام، ولكن الغاية من هذا الكلام هو الهدف، الأسباب والمبررات حتى لا يكون حديثهم مجرد “بارود عراسي” أو “محريقات” يلعب ويستمتع الصغار برعبها!لقد تكلم الشعراء والكتاب وتكلم الأدباء والمفكرون، وقبلها تكلم المدافعون عن حقها، وأبدع الفنانون في رسم معاناتها صوتا كان أو مرئيا في الشاشات والقاعات؛ نعم، ماذا بعد أن تكلّم هؤلاء وأولئك؟ وهل نفعوها أم ضروها؟ وهل قدموا أو أخروا بعد تكلمهم؟ وأي فرق بين صمت الصامتين وكلام المتكلمين؟إن الأنثى بصفة عامة أو الزوجة أو العازبة ليست بحاجة إلى الكلام، وإلى من يجعلهم ينشدون حكمة “يا سعدك يا لطرش” وإنما هي بحاجة إلى كلام يطبق، أو على الأقل قابل للتطبيق، بعيدا عن التلفيق والتزويق، وليس كفرا أو بدعة لو قال قائل إن صمت البعض من هؤلاء وأولئك أحسن بكثير من كلامهم. فلسان حال المرأة الآن لسنا بحاجة إلى كلام يهب من الريح أو يشرب بناتنا “الشيح”، ومع ذلك فإن الكلام الذي يكون في مكانه سيتحول إلى “دواء” لمعالجة داء الصمت والسكون الذي “طلّع السكر” للأغلبية المسحوقة من نسائنا، واشرب لهن الحنظل وأذاقهن المر بدل السكر!عندما يصمت الرجال على ظلم النساء فهذا مؤشر على الغموض، لكن عندما يتكلمون دفعة واحدة فيصبح في الأمر “إن وأخواتها”، وبين المنطق والصدق خط رفيع قد يمزقه منشار الصمت دهرا أو النطق كفرا!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات