38serv

+ -

 ما حكم الصّيام بدون صلاة؟ إنّ الصّلاة عمود الدّين، وهي أعظم فريضة بدنية، فلقد عظَّم الله تعالى أمرَها وأوجبها على جميع عباده، وأمَرَ بالمحافظة عليها في أوقاتها، فقال عزّ وجلّ: “إنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا”، وقال سبحانه: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِين”، وغيرها من الآيات الّتي فيها وجوب إقامة الصّلاة والتّحذير من تركها، وحتّى التّهاون فيها كما في قوله تعالى: “فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”، وقوله: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هَمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُون”.وقد أخبرنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّ فريضة الصّلاة هي أوّل ما يُحاسب عليه المرءُ يومَ القيامة، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: “أوّلُ ما يُحاسب عليه العبد يومَ القيامة الصّلاة، فإن صلحت صلُح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله”.وهذا شهر رمضان المبارَك فرصةٌ ومحطّة يتزوّد منها المؤمن بما يُقوِّي إيمانه ويثبِّث قلبَه على التّقوى ويَهدي جوارحه إلى العمل الصّالح، فهو شهر القرآن، شهر الرّحمة والمغفرة والعِتق من النّار، فيه ليلة هي خيرٌ من ألفِ شهر، مَن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، فكيف يَحرِم عاقل نفسَه من هذه المِنَح الرّبّانية ويُعرِض عن ذِكر الله ويترك صلاتَه، فإنّ مَن يفعل ذلك شقيٌّ مَحروم قد حُرِم الخير كلَّه، وصيام بلا صلاة لن يشفع لصاحبه يومَ القيامة، بل لاحظَّ من صيامه ذاك إلاّ الجوع والعطش. غير أنّه لا يحكم ببطلانه ما لم يفسده بإحدى المفسدات لصّوم، ويبقى آثِمًا مرتكبًا لكبيرة بتركه للصّلاة. والله المستعان.إذا أفطر الصّائم بسبب المرض فهل يجب عليه القضاء فقط أم يلزم دفع الفِدية مع القضاء؟المريض الّذي يشقُّ عليه الصّيام، يُرخَّص له في الإفطار، ومتى شفاه الله قضى ما عليه، لقول الله سبحانه: “وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر”.ولا يجب عليه دفع الفِدية مع القضاء إن لم يؤخّره إلى ما بعد رمضان الموالي بغير عذر، أمّا مَن كان مرضُه مزمنًا أو لا يُرجى برؤه، فعليه دفع الفدية وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم. والله أعلم.هل يجوز أن نُصلّي صلاة التّراويح برُخصة دُفعَت من أجلها رشوة؟ لا يجوز، لأنّه لا يجوز اتّخاذ وسيلة محرّمة للوصول إلى غاية مطلوبة شرعًا، فصلاة التّراويح سُنّة مؤكّدة، ودفع الرّشوة حرام، فقد لَعَن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الرّاشي والمُرتشي والرّائش بينهما. والله المستعان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات