"المتطرفون اليمينيون يستغلون هذه الأحداث لضرب الإسلام"

38serv

+ -

سيناريو جانفي الأخير المتمثل في توجيه أصابع الاتهام لمسلمي فرنسا بصفة خاصة والإسلام كديانة بصفة عامة، عاد من جديد بعد سلسلة الهجمات الدامية، فما هو رد فعل الجالية المسلمة؟ كانت لدينا أمنية ضعيفة في أن يكون منفذو هذه الهجمات بعيدين عن الإسلام، لكن سرعان ما تبنت داعش هذه الهجمات. وللأسف فإن الضحية الأولى هم مسلمو فرنسا. أحببنا أم كرهنا، بالرغم من أن المواطن العادي لا يكن عنصرية كبيرة، لكن المتهم الوحيد هو الجالية المسلمة عربا كانوا أم أفارقة أو أتراكا. والآن سيأخذ الخطاب المتطرف بعدا كبيرا وسوف يتجاوز الخطوط الحمراء وسيتهم مسلمي فرنسا، وهو ما أقدم على التصريح به رئيس حزب متطرف، فليب دوفيليه، الذي استغل هذه الأحداث من أجل ضرب الإسلام والمسلمين، قائلا إن كثرة بناء المساجد في فرنسا وراء هذا التطرف وهذه الهجمات، لكن سوف نعمل نحن من جهتنا على توجيه نداء للأئمة في خطبة الجمعة القادمة للدعاء بالأمان لهذا البلد، إلى جانب تقديم نصائح لأعضاء الجالية المسلمة عبر كافة المساجد والجمعيات بامتصاص الغضب وتجنب الوقوع في فخ الاستفزاز.ماذا ينتظر من الجالية المسلمة اليوم ؟ أول شيء أن لا تدخل في المزايدات، فهناك من يحاول استفزازها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما دعا إليه صحفي جريدة “لوفيغارو”، إيفون غفيول، الذي تساءل عن استعداد المسلمين للنزول إلى الشارع من أجل التعبير عن مناهضتهم للتطرف، وهو ما أعتبره حماقة من قبل هذا الصحفي، وكأنما هو بصدد القول إن هناك من المسلمين من يساند هؤلاء المتطرفين، وأنا أطالب الشباب المسلم بأن لا يرد على مثل هذه المبادرات التي تحاول تشنيج الوضع على روابط التواصل الاجتماعي.هل تم اتخاذ إجراءات احترازية من قبل ممثلي الجالية المسلمة لمواجهة أي رد فعل قوي من قبل المتطرفين الفرنسيين؟ نعم بطبيعة الحال، لقد تم غلق المدارس القرآنية داخل المساجد لمنع أي تجمع حتى تهدأ الأوضاع إلى غاية الأسبوع القادم، وربما قد يتواصل الغلق إلى غاية إشعار آخر، كما طلبنا من الأخوات المتحجبات والمتجلببات أن يقللن الخروج ويلزمن بيوتهن إلا للضرورة، مع التخفيف من الزيارات إلى الأقارب أو إلغائها إلى أن تهدأ الأمور، لأنه من الممكن جدا أن تكون هناك ردود فعل قوية طائشة تحاول الانتقام، خاصة عندما تكون امرأة لوحدها فهناك خطر كبير عليها، والأمر سيان بالنسبة لبعض الإخوة المعتادين على ارتداء العباءة البيضاء أو أي زي يوحي بانتمائهم العقائدي. كما نحرص على أن يكون لنا حضور قوي في الإعلام الفرنسي، وما هي إلا قضية سويعات فقط وسوف يتأجج الخطاب ضد الإسلام والمسلمين، خاصة بعد العثور على جواز سوري. فمن واجبنا الدفاع عن مسلمي فرنسا وأن لا نترك المجال شاغرا، مع البحث عن الإخوة المتمكنين من عمليتي التواصل والاتصال عبر الوسائل الإعلامية، كما أعتقد أن الحكومة الفرنسية قد أخطأت في سنها قوانين جائرة للتنصت على الأفراد والتجسس عليهم، بحرمانهم من الحرية الشخصية بتنازل المواطنين عن حقوقهم الفردية، وهذا خطأ كبير يؤدي إلى طريق الدكتاتوريات وسياسات دول العالم الثالث، وفرنسا تسير في هذا الاتجاه، ويجب على فرنسا التفكير بجدية في سياستها الخارجية، ومثلما خلقت الفوضى العارمة في ليبيا والدور يرجع عليها اليوم، وعلينا أن نتساءل هل تدخلها في ليبيا يخدم مصلحتها الأمنية، ونفس الشيء في سوريا، وكان الأجدر بها أن تنفق ذلك المال الذي أنفقته على شنها ضربات في سوريا هكذا دون وجود أي أدلة قاطعة بأنها ضربت داعش، أن تنفقه في فرنسا لمكافحة التطرف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: