أهالي ضحايا الجمعة الأسود يضعون الزهور أمام مسرح بتاكلان

38serv

+ -

 تحول شارع فولتير بالدائرة 11 أمام مسرح البتاكلان إلى مكان تكريم وترحم على أثقل حصيلة من القتلى الذين أسقطتهم الهجمات الإرهابية، ليلة الجمعة إلى السبت، حيث أحصى اعتداء البتاكلان لوحده ما عدده 89 قتيلا، ما جعله يصبح قبلة للمتعاطفين الفرنسيين وحتى مسلمي فرنسا من مختلف الأصول.وصار المكان، بعد 48 ساعة، مفروشا بأكاليل الزهور أمام المدخل والشموع المشتعلة وكذا الرسائل المكتوبة الحاملة لشعارات “لا للتفريق بيننا”، “لا لضرب الموسيقى والثقافة”، “نحن صامدون ولن نخاف”، و«البتاكلان لن يغلق”.قامت “الخبر” بجولتها الاستطلاعية بالدائرة 11، بالتحديد بشارع فولتير، حيث توجد قاعة الحفلات أو مسرح بتاكلان، وقد تجمع المئات من المتعاطفين الذين يأتون ويضعون الزهور ثم يغادرون المكان، وسط حزن عميق وأعين دامعة. وتقربت “الخبر” من “جنيفير” التي قالت إنها مدمرة لأن صديقتها فقدت ابنيها الاثنين وابنة شقيقة زوجها داخل البتاكلان، مضيفة أنها فاجعة كبرى أصابت فرنسا وكل العائلات التي فقدت فلذات كبدها وأعز أحبابها وأصدقائها، موضحة أنها لم تستطع المكوث في البيت بالرغم من دعوة المحافظة في باريس لالتزام بيوتهم وتفادي التحرك، لكنها لم تستطع، خوفا من انهيارها عصبيا لما نزل كالصاعقة على صديقتها، وفضلت التنقل والقدوم إلى الدائرة 11 كما فعلته خلال جانفي الفارط بعد أحداث “شارلي إيبدو”، مشيرة إلى أنها أحست بنفس الأجواء المخيفة والمرعبة التي عاشتها منذ 10 أشهر، لاسيما أن مقر “شارلي إيبدو” لا يبعد إلا ببضعة أمتار عن مسرح البتاكلان، وكأن سيناريو الفزع والهلع يعيد نفسه في الدائرة 11.وهذه الحقيقة وقفت عليها “الخبر” من حركية محتشمة وفتور في تنقل المارة وخوف، والصدمة لا تزال مرسومة على وجوه المارة، من بينهم السيد محمد الذي صادفناه رفقة ابنه متجها نحو البتاكلان من أجل التضامن مع إخوانه الفرنسيين، وتمرير رسالة السلم والتسامح للديانة الإسلامية السمحاء إلى ابنه، بغية مسح كل ما تسعى إلى ترويجه هذه الأفكار المتطرفة في فرنسا.كما تقربت “الخبر” من أحد العاملين الفرنسيين بالبتاكلان، الذي رفض الإفصاح عن هويته، قائلا “إنه سبق وأن تعرضت قاعة البتاكلان مرتين إلى أعمال شغب تمت إثارتها أمام المدخل خلال سنتي 2008 و2009 من أجل توقيف بعض السهرات الفنية والعروض الغنائية، إلى جانب اقتحام بعض الملثمين البتاكلان لمنع أداء فرقة غنائية”، مضيفا “تم آنذاك إلغاء تلك السهرة التي كبدت صاحبي القاعة خسارة كبيرة كون التذاكر بيعت بأثمان تقارب 250 أورو”.واستبعد متحدث “الخبر” أن تكون “داعش” قد ضربت البتاكلان على خلفية أصول أصحابه، وإنما قال إن “داعش” ضرب الموسيقى والثقافة في فرنسا، والبتاكلان لن يغلق أبوابه وسيبقى صامدا أمام هذه الاعتداءات التي تحاول تشتيت الوحدة الفرنسية.كما تجدر الإشارة إلى أن قاعة البتاكلان مشهورة في باريس وعريقة، إذ تعود نشأتها إلى سنة 1865 ومعروفة بتردد الفنان إنريكي ماسياس لأداء سهرات فنية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: