تلاميذ يدرسون في ثكنة للجيش دون تدفئة ولا إطعام!

+ -

داخل ثكنة للجيش، وفي دشرة مهجورة أشبه بقرية للأشباح، تتواجد ابتدائية سعيد حدوش التي يتمدرس بها 16 تلميذا، وهم أطفال يمشون أكثر من 6 كيلومترات من بيوتهم إلى الأقسام الدراسية يوميا ويتحدون الصعاب والضغط النفسي من أجل الوصول إلى منابع العلم، قبل أن يصلوا إلى قسم يضم الطور الثاني والثالث معا!  يحدث هذا في قرية أولاد علي ببلدية الثنية التي تقع شرق ولاية بومرداس، حيث يعيش تلاميذ المدرسة عذابا يوميا في رحلتهم اليومية من وإلى المؤسسة التي يدرسون بها، كيف لا؟ وهي تقع داخل ثكنة عسكرية، حيث لا يعثر التلميذ على جو يلائم صغر سنه.  الداخل إلى قرية أولاد علي يخيل إليه أنه في منطقة توقف فيها الزمن، يتملكه الرعب بمجرد الاقتراب من المساكن الموجودة فيها، خاصة أن أصحابها هجروها منذ سنوات، تاركين أملاكهم إلى غير رجعة. ووسط السكون والرعب تحدى التلاميذ المستحيل من أجل طلب العلم، حيث يدرسون وسط ثكنة للجيش في المدرسة الابتدائية سعيد حدوش التي لا يزيد عدد المتمدرسين فيها عن 16 تلميذا.يقول أحد الأساتذة في المدرسة إنه “لولا عناصر الجيش الذين يشعرون التلاميذ والأولياء بشيء من الأمان ما تجرأ أحد على أن يُرسل ابنه إلى هذه المدرسة”. وانتهى محدثنا بالتساؤل: “لكن ما هو شعور البراءة عندما يتواجدون في هذا المكان المهجور؟”. ويقول أستاذ آخر إن التلاميذ يعيشون في وضعية نفسية صعبة للغاية، مشيرا إلى أنهم يتحدون الصعاب والوضع الأمني والضغط النفسي من أجل الوصول إلى مقاعد الدراسة، مفيدا بأنهم يقطعون مسافة 6 كيلومترات يوميا ذهابا وإيابا من أجل الوصول إلى القرية المهجورة.ولا تنحصر معاناة هؤلاء في المسافة التي يقطعونها ووحشة المكان وبعده عن المدينة أو المناطق الحضرية، فبالإضافة إلى ذلك كله، يضيف محدثنا، فهم محرومون من الإطعام ومجبرون على الدراسة ببطون خاوية من الثامنة إلى غاية الرابعة مساء، ويعانون طيلة النهار من غياب التدفئة. والأدهى والأمر والأغرب في وضعية المؤسسة أن تلميذين من السنة الأولى يدرسون مع 4 تلاميذ من السنة الثانية! في حين يدرس 3 تلاميذ في السنة الثالثة في قسم لوحدهم، ويدرس 4 تلاميذ في السنة الرابعة مع 3 تلاميذ في السنة الخامسة! هذه الوضعية، دفعت بأولياء التلاميذ إلى مناشدة مديرية التربية بولاية بومرداس ضرورة التعجيل بإيجاد حل لهؤلاء البراءة والعمل مع الوصاية من أجل تشجيع عودة السكان إلى قرية أولاد علي المهجورة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: