38serv

+ -

ابتدائية الشهيد “شملال عمار” بقرية قوشبي ببلدية أولاد سي سليمان بباتنة، لا يمكن وصفها على أنها مؤسسة تربوية، بل لا وجود لوصف قد يُدرجها وفق أي هيكل من هياكل الدولة! وهذا بسبب الحالة الكارثية والمزرية التي تتواجد عليها منذ سنوات، في ظل صمت تام من طرف السلطات المحلية التي لم تتخذ قرارا لا بهدمها ولا ترميمها!  هي أشبه بركام من الحجارة، تكاد تتهاوى فوق رؤوس التلاميذ الذين يزيد عددهم عن 150 موزعين على ستة أقسام، وتعاني المؤسسة التربوية تسرب المياه عبر جدرانها وأسقفها بعد كل تساقط للأمطار، التي تتحوّل مع الوقت إلى تشققات كبيرة في مختلف الأركان والزوايا داخل الحجرات الدراسية، وحتى مكاتب المؤسسة والإدارة، ما جعل التلاميذ يعيشون في خوف وهلع دائمين، خاصة في فصل الشتاء، حيث لا يتمكنون من متابعة الدرس أو التركيز خلال الحصة الدراسية.والأدهى والأمر من ذلك؛ هو عدم وجود سور يحيط بالابتدائية، وعوض ذلك هناك سياج أشبه بذلك الذي يستعمل لحماية المواشي من اللصوص أو الحيوانات المفترسة! دون أدنى اعتبار لمشاعر التلاميذ ولا الموظفين العاملين على مستوى المؤسسة ذاتها، زيادة على الانعدام الكلي للتهيئة وافتقارها لفناء وملعب لإجراء حصص الرياضة، أو أي مساحة خضراء تنتشل التلاميذ مما يعانونه وما يعيشونه ويرونه من مظاهر بشكل يومي، خاصة وأن محيط المدرسة تتراكم فيه كل فصل شتاء البرك والأوحال التي تُصعّب على التلاميذ الحركة، وتخلق لهم العديد من المتاعب. كما أن المراحيض قديمة تكاد تنهار على رؤوس التلاميذ لشدة اهترائها، وبسبب التشققات الموجودة على مستواها، كما أن التلاميذ يستعملونها بصعوبة بالغة جراء تعطلها الدائم.وطالب التلاميذ بإنقاذهم من الوضعية الخطيرة التي تتواجد عليها مؤسستهم الدراسية، من أجل تحسين تحصيلهم العملي ولكي يتمكنوا من التركيز على الدروس عوض التفكير فيما قد يلحق بهم إذا ساء وضع المؤسسة، ودعوا إلى ضرورة توفير مختلف المرافق، سواء البيداغوجية أو الترفيهية، وتخليصهم من معاناتهم الدائمة.والغريب في قصة هذه المدرسة؛ أنها بقيت على هذه الوضعية منذ أشهر، بل وسنوات، دون أن يتدخل أي مسؤول، سواء من مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية المشرفة على تسيير المدارس الابتدائية، أو من طرف مديرية التربية كونها الهيئة الوصية.غير أن “الخبر” علمت من مصادر مطلعة بملف المدرسة، أن والي الولاية أثناء زيارته للمنطقة رفقة مدير التربية، أعطى أوامر لإعادة الاعتبار لها.. وفي انتظار ذلك، يتمنى التلاميذ وأولياؤهم أن يسبق التدخل وقوع أي كارثة محتملة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: