العالم

ضغط على سلطات الاحتلال الصهيوني للانخراط في تحولات الساحل وإفريقيا

بالرغم من أن الكيان الصهيوني طُرد من الاتحاد الافريقي كعضو مراقب، إلا أنه لا يزال يأمل في العودة من النافذة.

  • 6894
  • 2:30 دقيقة
ح.م
ح.م

لم يُخف إعلام الكيان الصهيوني اهتمامه بالاتجاهات الجديدة التي تشهدها قارة إفريقيا، ولا يتوانى عن الضغط بشكل هادئ على سلطات الاحتلال، للانخراط في التحولات الجديدة في القارة السمراء وعدم الابتعاد عنها أو تجاهلها، وينطلق الإعلام الصهيوني، من عدة مقالات نشرت في الشهرين الأخيرين، تابعت التطورات في شمال جمهورية مالي، وفي الساحل وفي إفريقيا عموما.
كما اهتمت الصحافة العبرية بطموح العديد من دول القارة نحو تعزيز مراكز الابتكار والتوجُّه نحو "رقمنة" الخدمات الحكومية، محاولة فهم التحديات الكبيرة التي تواجهها القارة، على "أمل استغلالها وترجمتها إلى استثمارات وأموال، وموطئ قدم ونفوذ سياسي"، بحسب ما توقعت ورقة تحليلية، أمس، بموقع "قراءات إفريقية".
وقبيل اندلاع الحرب مع إيران بأيام معدودة، انشغل الإعلام العبري بالتطورات التي تشهدها جمهورية مالي، في ظل قرار مجموعة "فاغنر" الروسية الانسحاب منها، محاولا فهم منحى تلك الأحداث، والأسباب التي تقف وراء هذا القرار، لتقديم نظرة لصانع القرار في تل أبيب المحتلة، والضغط عليه لعدم إهمال التحولات الطارئة هناك.
وبالرغم من الاهتمام الصهيوني بشؤون زراعية وابتكارية، وفق رواية الإعلام الصهيوني، إلا أن ذلك لا يمكن فصله عن السياسة وعن مساع خفية وظاهرة لتوسيع النفوذ واختراق القارة والسيطرة على بعض منابع الثروات فيها، كطريقة التوائية للالتفاف على قرار طرد الكيان الصهيوني من عضوية مفوضية الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب منذ نحو عامين، بضغط من الجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا، بعدما تسلل وتوغل على غفلة منها.
ومحور اهتمام الإعلام العبري، مؤخرا، تركز على زامبيا التي زار وزير خارجيتها "تل أبيب" على رأس وفد دبلوماسي رفيع، وأجرى جولة بالأراضي المحتلة، اكتست الرداء الديني، "مانحا اعتراف بلاده، ليس فقط باحتلال القسم الأكبر من الضفة الغربية، وإنما متضامنا مع منظومة الاستيطان اليهودي بفلسطين، ومعربا عن تفاعله وتأييده الضمني لتلك المخططات"، يضيف الموقع.
وعالجت الصحفية حاجيت فرويد بـ"جيروزاليم بوست" موضوعا، طالبت فيه الحكومة بضرورة "إعادة اكتشاف الفرص في قارة إفريقيا، والتي ستُشكّل بعد عقود قرابة 40% من سكان العالم، ويُعدّ الشباب قوامها الأساسي، وترى أن لدى إسرائيل جميع الإمكانات التكنولوجية والعلمية التي تُؤهّلها لتلبية متطلبات القارة الإفريقية".
في حين تطرق مقال للكاتب آساف روزنتسويغ بالموقع الإلكتروني لقناة الأخبار 12 العبرية، إلى ملابسات إعلان مجموعة "فاغنر" الروسية الانسحاب من مالي، ويرصد البديل الجديد المتمثل في "فيلق إفريقيا"، شارحا الفوارق، ومحاولا استشراف مستقبل الوجود الروسي في منطقة الساحل الإفريقي وبالقارة بأسرها.
ولم تعتبر الصحافة العبرية من دروس الماضي القريب، فبالرغم من أن الكيان الصهيوني طُرد من الاتحاد الافريقي، إلا أنه لا يزال يأمل في العودة من النافذة.
وكانت الجزائر بمعية عدة دول إفريقية، وفي مقدمتها جنوب إفريقيا ونيجيريا، قد دفعت نحو تجريد الكيان الصهيوني، في فيفري 2022، من صفة المراقب على مستوى الاتحاد الإفريقي التي استفادت منها بقرار انفرادي مفاجئ اتخذه موسى فقي، مفوض الهيئة، دون تمرير استشارة على أعضاء البيت الإفريقي.
وقدمت الجزائر، مدعومة بعدة دول محورية في القارة، تصوراتها وحججها في مسعى سحب صفة المراقب من الكيان، وذكرت أن محاولة زرع الكيان الصهيوني في المنظمة الإفريقية، دون إجماع وموافقة من كل الدول الأعضاء، يعد تقويضا للانسجام في العمل الإفريقي ومؤشرا على وجود أزمة مؤسساتية ومقدمة لتقسيم المنظمة، وكلها تنجم عن القرار غير المسؤول لمفوض الاتحاد، موسى فقي.
ومن مرتكزات الجزائر أن تواجد "إسرائيل" بالمنظمة، من خلال صفة عضو مراقب، يناقض المبادئ التي أنشئ من أجلها الاتحاد الإفريقي، على غرار دعم الحركات التحررية وتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي الإفريقي.