اقتصاد

وزارة التعليم العالي تقدم مشروعين مهمين لقطاع الفلاحة

"المشاريع المقدمة هي مبادرة نوعية تعكس جهود الدولة في دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا إلى الميدان"

  • 985
  • 2:06 دقيقة
الصورة: ح. م
الصورة: ح. م

قدمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية مشروعين مهمين؛ يدخلان ضمن مساهمة القطاع عبر البحث العلمي والابتكار في التنمية، بتقديم حلول وتقنيات للزراعة وتربية الحيوانات تساهم في رفع الإنتاج، يتعلق الأول بغرفة زراعة مائية تعتمد على الطاقة الشمسية موجهة لإنتاج العلف الأخضر، والثاني يتعلق بتطوير نظام التبريد في تربية الدواجن.

المشاريع الجديدة أشرف على إطلاقها، اليوم الثلاثاء، وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، مرفوقا بإطارات من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، بمزرعة نموذجية بالمعهد التقني لتربية الحيوانات ببابا علي بالعاصمة؛ أين ذكر أن المشاريع المقدمة هي مبادرة نوعية تعكس جهود الدولة في دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا إلى الميدان، يتمثل الأول في إنشاء غرفة زراعة مائية تعتمد كليا على الطاقة الشمسية، وتعدّ حلا متكاملا لإنتاج العلف الأخضر في ظروف مناخية صعبة، حيث يتيح النظام إنتاجا يوميا يصل إلى 110 كلغ من العلف من خلال زراعة 18 صينية شعير، ضمن بيئة مناخية خاضعة للتحكم الكامل من حيث الحرارة والرطوبة والإضاءة، مع استخدام أنظمة متقدمة للتهوية وترشيد المياه، وبمساحة صغيرة وتصميم رأسي، يقدم هذا الابتكار بديلا عمليا فعالا لإنتاج الأعلاف في المناطق ذات الموارد المحدودة، ما يساهم مباشرة في تحسين الأمن الغذائي وتقليل التكاليف على المربين والمزارعين.

أما المشروع الثاني، فيتعلق بتطوير نظام تبريد تبخيري شمسي مخصص لمباني تربية الدواجن، يجمع بين التبريد المباشر وغير المباشر، ويوفر انخفاضا معتبرا في درجات الحرارة يصل إلى 16 درجة مئوية. ويعدّ هذا النظام من بين الحلول المستدامة التي تعزز من جودة ظروف التربية، وتقلل من نفوق الدواجن في فصل الصيف، ما ينعكس إيجابا على الإنتاجية والدخل الفلاحي، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة التقليدية وتزايد تأثيرات التغيرات المناخية.

هاتان المبادرتان تمثلان نموذجا حيا، حسب وزير التعليم العالي، لما يمكن أن يقدمه البحث العلمي من حلول عملية لتحسين الأداء الاقتصادي للقطاع الفلاحي، وتحقيق استقلالية أكبر في إنتاج مدخلات الثروة الحيوانية، فضلا عن مساهمتهما في خفض استهلاك الموارد الطبيعية، خاصة المياه والطاقة، كما تفتحان آفاقا جديدة أمام المؤسسات الناشئة والمستثمرين الشباب لتبني هذه النماذج التكنولوجية، وتطوير صناعات مصغرة ذات طابع بيئي وابتكاري، مشيدا بفريق الباحثين والمهندسين من وحدة تنمية الأجهزة الشمسية، بالتعاون مع المعهد التقني لتربية الحيوانات لبلوغهم هذه النتيجة.

ويُنتظر أن تسهم هذه المشاريع في دعم القدرات على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأعلاف، وتشجيع ساكنة المناطق الريفية عبر تزويدهم بتقنيات تتلاءم مع البيئة المحلية وتحدياتها، يضيف بداري. وتمثل هذه المشاريع، يضيف في ذات السياق؛ محطة جديدة في مسار تكريس الاقتصاد الأخضر، وتشجع على الاستثمار في التقنيات النظيفة التي من شأنها تحسين نوعية الحياة، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني، ليس فقط على الصعيد المحلي، بل في أسواق إقليمية مماثلة من حيث الخصائص المناخية والاحتياجات الزراعية.