رياضة

"الخضر" يدخلون المنافسة القارية.. لا خيار لا أعذار

الفوز سيحرر المنتخب الوطني من عقد أخر نسختين.

  • 526
  • 2:01 دقيقة
المنتخب الوطني، الصورة: "الفاف"
المنتخب الوطني، الصورة: "الفاف"

يدخل المنتخب الجزائري، اليوم الأربعاء، غمار كأس إفريقيا للأمم 2025، عبر مواجهة مهمة أمام منتخب السودان، بشعار واحد ووحيد وهو الفوز وتحقيق النقاط الثلاث.

لم يعد مقبولا أبدا، تكرار سيناريو الإقصاء المبكر الذي لازم "الخضر" في نسختي 2021 و2023. هذه المشاركة بالأراضي المغربية بكل معطياتها تفرض على المنتخب الوطني المرور على الأقل إلى الدور الثاني، والبداية لا يمكن أن تكون إلا بتحقيق نتيجة إيجابية اليوم أمام السودان في أول مواجهة من دور المجموعات، لما تحمله من تأثير مباشر على بقية المشوار.

والمتعارف عليه أنه في البطولات الكبرى، تبقى المباراة الافتتاحية محطة مفصلية، وهو ما يدركه اللاعبون جيدا قبل مواجهة السودان هذا المساء على أرضية ملعب الأمير مولاي الحسن بالعاصمة الرباط. بداية موفقة ستمنح المنتخب الجزائري أفضلية نفسية وتضعه على الطريق الصحيح، عكس أي تعثر قد يعيد إلى الأذهان خيبات دورتي الكاميرون وكوت ديفوار.

عدد معتبر من عناصر التشكيلة الحالية عاشوا تلك الإقصاءات المؤلمة، وهم اليوم أكثر وعيا بخطورة فقدان النقاط في مثل هذه المباريات، خاصة أمام منافس سيدخل اللقاء دون ضغط كبير.

تشكيلة المدرب بيتكوفيتش مطالبة بتجسيد تفوق الفردي والجماعي فوق أرضية الميدان، لأن الحسابات والترشيحات المسبقة لا تعني شيئا في كأس إفريقيا.

الفوز في المباراة الأولى يظل الهدف الأهم، دون الحاجة إلى البحث عن الأداء المثالي. كثير من المنتخبات المرشحة في هذه النسخة حققت انتصاراتها بصعوبة في صورة منتخبي المغرب ومصر، لكنها كسبت الأهم وهو النقاط الثلاث.

بالنسبة لـ"الخضر"، فإن الانتصار سيحرر المجموعة ذهنيا ويضع حدا لحالة الشك التي رافقت المنتخب منذ آخر تتويج قاري سنة 2019.

ويدخل المنتخب الوطني هذه المواجهة وهو يعيش فترة إيجابية، بعدما ضمن التأهل إلى كأس العالم 2026 وحقق فوزا معنويا في آخر مباراة ودية أمام منتخب "مونديالي" آخر هو المنتخب السعودي.

هذه النتائج تعكس حالة استقرار نسبي، لكنها لا تعفي اللاعبين من الحذر أمام منتخب سوداني سيقاتل بكل قوته بحثا عن مفاجأة. الدخول بقوة منذ البداية، وفرض الإيقاع، ومحاولة التسجيل مبكرا، تبقى عوامل حاسمة لتفادي أي تعقيدات.

كل الظروف تبدو مواتية للمنتخب الجزائري من أجل تحقيق بداية موفقة. الضغط أقل مقارنة بالنسخ الماضية، والتوقعات لا تضعه في صدارة المرشحين، وهو عامل غالبا ما خدم الجزائر تاريخيا. كما أن إجراء البطولة في المغرب بكل العوامل المحيطة بذلك بما فيها الطقس والمناخ والمرافق، يمنح اللاعبين حافزا إضافيا، في ظل الرغبة في إعادة المنتخب إلى مكانته الطبيعية على الساحة القارية.

غير أن كل هذه المعطيات تبقى دون قيمة إن لم تُترجم فوق أرضية ملعب الأمير مولاي الحسن، لأن الفوز على السودان اليوم يظل المفتاح الحقيقي لاستعادة الثقة وبناء مشوار أفضل في هذه النسخة من كأس إفريقيا للأمم.