السيادة الصحية والاستقلال الدوائي

تُرسّخ الجزائر اليوم موقعها كأحد أبرز الفاعلين في الصناعة الصيدلانية على مستوى إفريقيا، مدفوعةً باستراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى تعزيز السيادة الصحية وتحقيق الاستقلال الدوائي. وتظهر هذه الديناميكية بشكل واضح في مجال طب الأورام، حيث تتزايد الحاجة إلى العلاجات المتطورة، ويُعدّ توفّر إنتاج محلّي للأدوية المبتكرة مؤشراً حاسماً على قوة المنظومة الصحية واستقلاليتها

إن تطوير صناعة دوائية وطنية قوية يقلّل بشكل كبير من الاعتماد على الاستيراد، ويضمن وصولاً أسرع وأكثر عدالة للعلاجات الخاصة بمرضى السرطان. كما أن الإنتاج المحلي يعزّز أمن التزويد بالأدوية لآلاف المرضى، ويقوّي استقرار المنظومة الصحية.

يُعدّ مجال الأورام من أكثر المجالات تعقيداً، إذ يتطلب تجهيزات صناعية متقدمة، وكفاءات علمية رفيعة، ورؤية استراتيجية واضحة, عناصر مكّنت الجزائر اليوم من التقدّم إلى طليعة الدول الإفريقية في هذا القطاع

وفي هذا السياق، تُعدّ مشاركة المختبرات الجزائرية في المعارض والفعاليات المتخصصة رافعة أساسية لتعزيز هذا التوجه. ويأتي معرض على غرار غيره من التظاهرات الكبرى في المجال الصيدلاني، ليشكّل منصة استراتيجية تُبرز من خلالها الجزائر خبرتها، وتُعزّز شراكاتها، وتُؤكّد موقعها المحوري في مكافحة السرطان على المستوى الإفريقي.

مختبر أوريون لاب من بين أبرز الفاعلين في هذا المجال,  تأسّس سنة 2018 بالمنطقة الصناعية لحاسي عامر في وهران، والمتخصص في البحث والإنتاج وتوزيع الأدوية ذات الجودة العالية. وقد توسّع نشاط المختبر خلال السنوات الأخيرة ليشمل عدداً من المجالات العلاجية.

ويضمّ محفظة علاجية تغطي حوالي خمسة عشر نوعاً من السرطانات الأكثر انتشاراً في الجزائر، بالإضافة إلى عدة أمراض مزمنة ونادرة، مما يجعل منه داعماً أساسياً لتعزيز السيادة الدوائية الوطنية

إن هذه الديناميكية تتماشى تماماً مع رؤية جزائر قوية، مبتكرة، ورائدة في الصناعة الصيدلانية الإفريقية، قادرة على تلبية الاحتياجات الصحية لسكانها والمساهمة في تنمية القارة.