جمعية الشفاء بالمدية ترسم نهاية رحلة ألم للسيدة صبرينة

بعد معاناة دامت 35 سنة كاملة مع داء الوذمة اللمفاوية، شهدت الحالة الصحية للسيدة صبرينة تحسناً كبيراً وملحوظاً، حسب ما أكده رئيس جمعية الشفاء خليل موساوي، وذلك عقب خضوعها، على مدار سنة كاملة من العلاج المكثف، بمركز الشفاء لإعادة التأهيل الحركي بالمدية.

وأضاف المتحدث أن المريضة قطعت شوطاً مهماً في رحلة العلاج، ولم يتبقَّ لها اليوم سوى المرحلة الأخيرة من العلاح التي ستباشرها لاحقا، ما يجعل قصتها نموذجاً حياً للأمل والانتصار على المرض.

وبهذه المناسبة نظمت، أمس، جمعية الشفاء بالمدية حفلاً مؤثراً وبهيجاً لتوديع المريضة صبرينة، بقاعة علاج مرضى الوذمة اللمفاوية التابعة للمركز، بعد استكمالها برنامجاً علاجياً دام سنة كاملة، تُوّج بنتائج وُصفت بالإيجابية والمبهرة، وسط أجواء امتزجت فيها مشاعر الفرح بالتأثر.

المريضة صبرينة، القادمة من ولاية قسنطينة وبالضبط من مدينة عين اعبيد، شرعت في العلاج بتاريخ 24 ديسمبر من السنة الماضية، لتُنهيه في التاريخ ذاته من هذه السنة، بحضور القائمين على الجمعية وممثلي عدد من الهيئات والجمعيات الداعمة، الذين شاركوها لحظات الوداع بعد رحلة علاج شاقة.

وأكد منظمو الحفل أن هذا النجاح يعود، بعد توفيق الله، إلى تضافر جهود جمعيات محلية وولائية ودولية، شكّلت نموذجاً حقيقياً للتكافل والتضامن بين أبناء الوطن الواحد، مهما اختلفت مناطقهم، في صورة تعكس القيم الإنسانية العميقة التي يتحلى بها المجتمع الجزائري.

وفي هذا السياق، تم استحضار اسم المرحوم أمين بوهالي، الذي كان سبباً في توجيه اهتمام الجمعية نحو مرضى داء الفيل (الوذمة اللمفاوية)، حيث تم إحصاء أكثر من 200 حالة على المستوى الوطني، تكفلت الجمعية إلى حد الساعة بـ110 حالات منها.

واغتنمت الجمعية، ممثلة في رئيسها، خليل موساوي، المناسبة لتوجيه عبارات الشكر والتقدير إلى جمعية عين اعبيد وعلى رأسها السيد فاروق تواتي، وجمعية واحة الدولية بقيادة الدكتور عزالدين اسطنبولي، إلى جانب جمعيات صحالبلاد، MAHF، Passerelle Algérie Canada، الجمعية الجزائرية الألمانية للتضامن، وجمعية إسراء التي ساهمت بإرسال وسائل طبية، فضلاً عن جمعية الأطباء الجزائريين بألمانيا.

كما نُوّه بالدور العلمي والإنساني للأستاذ والدكتور Frantz Joseph Schingale، الذي تابع العمل عن بُعد وساهم في نقل الخبرة وتشجيع الفريق الطبي، إضافة إلى مجهودات عدد من الجمعيات المحلية بولاية المدية، التي كان لها دور فعّال في إنجاح هذه التجربة الإنسانية الرائدة.