مجتمع

صلاة الفجر.. الماء المرقي للتغلب على الخوف

"أنا خائفة، أجد اليوم صعوبة كبيرة في استيعاب دروس الحفظ، لأنني ركزت على المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء".

  • 506
  • 2:20 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

لم تخف علينا هاجر التي تدرس بثانوية مقراني 1 في العاصمة، شعبة علوم تجريبية، بأنها وقعت فريسة الخوف الذي أصبح يرافقها في كل لحظة، والسبب هو تركيزها على مراجعة المواد العلمية وتناست مواد الحفظ.

"أنا خائفة، أجد اليوم صعوبة كبيرة في استيعاب دروس الحفظ، لأنني ركزت على المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية، فاهتديت للبحث عن شراء المطويات من المكتبات والبحث عن ملخصات ينشرها الزملاء على صفحات "فايسبوك".

لم يستثن الخوف والضغط الرهيب هاجر ورفيقتها، بل يراه محفوظ المقبل هو الآخر على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، شعبة علوم تجريبية، على أنه قاسم مشترك أصبح يراود الجميع سواء المتفوقين في الدراسة، أو الذين لا يزالون متأخرين في إنهاء برنامج المراجعة.

إلا أن محفوظ يبدوا أنه توصل إلى حل يمكنه من التغلب على هاجس خوفه... "أجتهد في التغلب على الضغط بالصلاة والأدعية، استيقظ صباحا لأداء صلاة الفجر، ثم ألتقي بزملائي وننطلق في المراجعة داخل مكتبة المسجد، وكل واحد منا يحاول شرح المواد المتفوق فيها للآخر. فمثلا نراجع مادة التاريخ على شكل قصة نرويها ومن ثمة نأخذ رؤوس أقلام ونعد ملخصا لتسهيل عملية الحفظ". 

ويتابع محفوظ الذي يدرس بثانوية الإدريسي بالعاصمة: "بعضنا يستعين بماء زمزم جلبه له أحد أفراد العائلة من البقاع المقدسة، وآخر بالماء المرقي وذاك نصحوه بتناول الحلبة والتمر"... وكلها طرق تساعد على التركيز والتغلب على هاجس الخوف، على حد قوله.

الشاي والقهوة وقود المترشحين

لكن ليس كل من يحلم بالظفر بتأشيرة الجامعة يستيقظ صباحا مع صلاة الفجر للانطلاق في المراجعة، بل لكل واحد دربه الخاص به، فهناك من يفضل العمل ليلا رفقة أصدقائه، مثلما هو الحال بالنسبة لأنيس ورفاقه إيدير ووسيم وعادل المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا في شعبة التسيير والاقتصاد.

يلتقي الرفاق بعد صلاة العشاء ويقتنون الشاي والقهوة والمكسرات والحلوى، ومن ثمة يتوجهون إلى منزل صديقهم بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، للانطلاق في حل امتحانات السنوات السابقة حتى بزوغ نور الشمس".

يردف أنيس قائلا: "الله غالب أجد صعوبة كبيرة في المراجعة بمفردي، بل أشعر براحة كبيرة عندما أدرس بين مجموعتي، خصوصا وأن مستوانا الدراسي متقارب".

إن كان أنيس لا يستطيع الابتعاد عن جو الزملاء أثناء تحضيراته لليوم الموعود، فلسمير مقراني وجهة نظر أخرى، إذ يرى محدثنا الذي يدرس بنفس الثانوية، أن المراجعة رفقة الزملاء تهدر الوقت أكثر مما تفيد.

وأردف يقول بنبرات توحي بأن محدثنا واثق من نفسه: "أراجع دروسي بمفردي في المنزل، وأبقى على اتصال مع زملائي عبر "فايسبوك" للاستفسار عن أمر ما أو الترفيه عن نفسي عندما أشعر بالملل".

واعترف التلميذ أمير، في شعبة آداب وفلسفة بثانوية محمد بوضياف بالدار البيضاء، بأن الفضل في تحضيراته للبكالوريا يرجع إلى والدته التي تسهر على إيقاضه مبكرا لأداء صلاة الفجر، وتسهر الليالي برفقته تحضر له القهوة وكل ما لذ وطاب من المأكولات. يقول: "لا أخفي عليك بأنني أحلم بإهداء نجاحي إلى والدتي، خاصة عندما أتذكر صورة دموع حزنها السنة الماضية عندما ضيعت الفوز بالشهادة".

يتوقف فادي برهة، ثم يتابع: "لا تزال تلك الصورة راسخة في مخيلتي، وأريد النجاح بأي طريقة لإدخال السرور في نفسها نكاية في بعض الأقارب والجيران".