+ -

 تداول الجزائريون على صفحات مواقع التواصل صورا وتعليقات تهكموا فيها من لجوء وزارة التربية إلى اللهجة العامية لتدريس التلاميذ في المؤسسات التربوية ووصفوها، بـ“الشوارعية” نسبة إلى الشارع ولا ترتقي إلى قداسة المدرسة، ونشروا نصوصا مقتبسة من كتاب القراءة القديم باللهجة العامية، كتحويل عنوان “أين السمك” إلى “وين راه السردين”، بالإضافة إلى إدراج كاريكاتير يتحدث فيه أستاذ مع تلميذه طالبا منهم تغيير مكانه “تقدم إلى الخلف”، على شاكلة ما يتداول في الحافلات “أفونصي لاريار، وأنت أقعد واقف”.بالمقابل اعتبر آخرون ما اتخذه القائمون على التربية في الجزائر أمرا عاديا لا يؤثر على عملية التحصيل العلمي حين تتوفر إرادة التلميذ في التعلم، ولا يستحق كل هذا النقاش، مشيرين إلى أن المهم هو الأفكار وليس اللغة فقط.وألهب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ببيانات تنديد وتذمر منذ اختطاف الخبر من وسائل الإعلام، حيث اعتبرته أكاديمية الشباب الجزائري محاولة لوأد اللغة العربية الفصحى، وكذا تهديدا للأمن اللغوي الجزائري، بل واستهزاء بالمدرسة وأصول المناهج الدراسية المفروض اتباعها.ولجأت منظمات المجتمع المدني إلى الفضاء الأزرق، وأمطروا القائمين على وزارة التربية بوابل من الانتقادات، حين قرروا توظيف اللهجة العامية في تلقين الدروس للتلاميذ، دون الرجوع إلى نقابات التربية والمجتمع المدني، بما يجعل مشروع الديمقراطية التشاركية التي تحدث عنها رئيس الجمهورية بوتفليقة مجرد وهم أو “حساء للموتى”.وعلّق فايسبوكي ساخرا أن “هيبة المدرسة ستتلاشى وتفقد صورتها التي نشأنا عليها وتتحول إلى شارع من شوارع الجزائر العميقة، ووكرا من أوكار التجمعات في ثنايا الأحياء، حيث يحكي الشباب تجاربهم الشخصية باللهجة العامية”.وتكتل الفايسبوكيون في خندق واحدا وأجمعوا على أن القرار اتخذ بشكل ارتجالي وأحالنا على عهد من التخلف، باستثناء قلة اعتبروه أمرا عاديا لا يؤثر على التحصيل العلمي حين تكون الإرادة في التعلم متوفرة في ذهنية ونفسية التلاميذ.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: