أقلام الخبر

القرى التي تصنع العظماء..

  • 16
  • 10:21 دقيقة

ليست العواصم وحدها و لا المدن الكبيرة هي التي تصنع الأحداث الكبرى أو الرجال العظماء.

نجد في الجزائر أن العديد من القرى و المداشر النائية والمعزولة بما فيها الواقعة في أعالي الجبال أو عند السفوح و في مختلف جهات الوطن بما في ذلك المناطق الصحراوية المعزولة لا تكاد تشذ عن هذه القاعدة في صنع الأحداث و الرجال العظماء.

 فكم من رجال و نساء خرجوا من تلك المناطق وساهموا في العديد من البطولات والأمجاد وصناعة التاريخ، وكم من علماء وأدباء وفنانين أبدعوا في شتى الفنون والعلوم والمعارف الإنسانية وكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب، فبقيت الأجيال تتذكرهم وتتحدث عنهم وتقتفي مآثرهم، وبعضهم ما يزال يصنع المجد فيكتب ويكتب حتى يبقى ذكره حيا بين الأجيال.

قرية إبسكرين (أو قرية البساكرة) على حد تعبير بعضهم الواقعة بمحاذاة جبل تامغوط بولاية تيزي وزو هي واحدة من هذه القرى التي أنجبت عددا من كبار قادة وعلماء الجزائر .

وسأقتصر على شخصيتين من شخصياتها البارزة.

الشخصية الأولى:

 الشهيد الرمز مراد ديدوش:

مراد ديدوش هو أحد القادة الستة البارزين الذين أشعلوا شرارة ثورة أول نوفمبر العظيمة.

صحيح أن هذا الشهيد لم يولد في تلك القرية، إذ أن عائلته اضطرت لترك قرية إبسكرين في مطلع عشرينات القرن الماضي واستقرت بمدينة الجزائر العاصمة.

ولكن ديدوش يبقى من تلك التربة من أرض الجزائر.

لقد اختار القادة الستة الذين كان الشهيد مراد ديدوش من بينهم أن يتولى كل قائد مسؤولية قيادة جهة من جهات الوطن.

فرغم أن ديدوش كان أصغر أولئك القادة الستة فإنه تم تعيينه في ما كان يعرف بناحية الشمال القسنطيني ( أصبحت بعد مؤتمر الصومام في أوت 1956 ) تحمل اسم الولاية الثانية، فديدوش ذو الأصل القبائلي الأصلي، فإن المنظور الوطني للثورة الجزائرية اختاره ليكون في منطقة أخرى غير المنطقة التي ولد فيها وهي الجزائر العاصمة التي تولى قيادتها مع اندلاع الثورة القائد التاريخي رابح بيطاط ولا منطقته الثالثة بما يعرف بمنطقة القبائل التي تعود أصوله العائلية لها والتي تولاها أسد جرجرة القائد التاريخي للثورة كريم بلقاسم.

وقد شاءت الأقدار أن يكون القائد مراد ديدوش أول شهيد من بين القادة الستة الذي سقط في ميدان الشرف بعد أقل من ثلاثة أشهر على اندلاع الثورة ( استشهد في 18 جانفي 1955) ويخلفه أسد آخر هو الشهيد زيغود يوسف على رأس القيادة.

كانت فلسفة الثورة الجزائرية أن يعين في مختلف المناطق قائد لا ينتمي لمنطقته، ولم يشذ عن هذه القاعدة سوى الشهيد مصطفى بن بوالعيد قائد الأوراس والراحل كريم بلقاسم لأسباب استراتيجية ارتأتها قيادة الثورة.

لم يكن ديدوش شخصا عاديا بل كان من بين حكماء الثورة ومفكريها ومفجريها، فقد كان أحد الثلاثة،  وهم الشهيد محمد العربي بن مهيدي والرئيس المغتال محمد بوضياف والشهيد مراد ديدوش الذين حرروا الصيغة النهائية لبيان أول نوفمبر.

كما أن أقواله وتوصياته لرفاقه تبين العبقرية التي كان يتميز بها هذا الشهيد ومن ذلك قوله:

"إذا قُّدِّرَ لنا الاستشهاد فلا شك أن مَنْ سيخلفنا سيعمل على تخليدِ مآثرنا الثورية و ينقلها للأجيال ."

ثم قوله:

"إننا سنخوض بعد حين معركةَ الشرف ، و إن الشهادة التي سننالها  ستعطي الدليل القاطع لعدونا أننا مستعدون للتضحية من أجل تحريرِ وطننا و الدفاع ِعن شعبنا".

الشخصية الثانية:

 الشيخ الأستاذ محمد الصالح الصديق:

تحتفل الجزائر يوم الجمعة 19 ديسمبر من هذا العام 2025 بمرور مائة عام على ميلاد الأستاذ العلامة الشيخ محمد الصالح الصديق.

ففي التاسع عشر من شهر ديسمبر قبل مائة عام رأى الطفل الذي اختار له والده سي البشير اسم محمد الصالح النور في قريته الصغيرة آنذاك إبسكرين.

كان المسكن العائلي لعائلة محمد الصالح كما رواه هو بنفسه لي لا يبعد سوى بأمتار قليلة عن المسكن العائلي لبيت ديدوش.

المرأة التي ألهمت الطفل على القراءة.

تحدث أشياء و تقع أحداث في حياتنا فتغيرها 180 درجة.

كان والد الطفل محمد الصالح آيت الصديق ــ  و هذا هو اللقب الأصلي للعائلة قبل أن يفضل أحد الأساتذة التونسيين بجامع الزيتونة أن يطلق على تلميذه محمد الصالح لقب الصديق بدلا من آيت الصديق، كان الطفل البالغ خمسة أعوام يجلس ذات يوم إلى جانب والده البشير رحمه الله وإذا بفتاة بارعة الجمال تأتي رفقة والدتها لاستشارة الشيخ في مسألة دينية.

و لمَّا شاهد الطفل محمد الصالح ابنة تلك المرأة، وقد كانت في حدود العشرين من العمر أعجب بها وانبهر لجمالها وهو في تلك السن، فبقي ينظر إليها بانبهار، ولم يكن يعلم أن والده كان يلاحظ ذلك .

وعندما انصرفت تلك الفتاة صحبة والدتها، وتوجهت للغرفة التي كانت توجد بها أم محمد الصالح إذا بالوالد يسأل ابنه: هل أعجبتك ابنة هذه المرأة؟

 وهنا راح الطفل محمد الصالح الصديق يجيب بإعجاب وببراءة الطفولة: نعم ، نعم لقد أعجبتني كثيرا !!

وعندها طلب منه الوالد أن يذهب لغرفة والدته ليتأمل جمال تلك الفتاة ثانية.

ذهب الطفل مسرعا وراح يتأمل تلك الفتاة الخارقة الجمال .

 ثم عاد لوالده مسرعا مبهورا من جمالها .

وعندها قال الوالد للطفل مازحا: هل تريد أن تتزوجها؟

 قال الطفل محمد الصالح : نعم ، نعم !!.

قال الأب إن أردتَ أن تتزوجها فعلا فعليك أن تجتهد في حفظ دروسك وتُكمل حفظ القرآن.

وهكذا انكب الطفل على حفظ القرآن، ولم تمض سوى ثلاث سنوات على ذلك اليوم حتى حفظ الطفل القرآن كاملا وهو في سن الثامنة والأربعة أشهر .

كان ذلك اليوم بالنسبة له وللعائلة يوما مشهودا كأنه عرس، فقد طلب والده من أم محمد الصالح التي لم يكن أحد قبل ذلك قد سمع صوتها أن تُكثر من الزغاريد وترفع صوتها عاليا بمناسبة حفظ ابنها للقرآن، وليسمع الجيران ذلك !!

وعند نهاية الحفل الذي أقيم للطفل بمناسبة ختمه للقرآن سأله والده عن رغبته ؟

 وكان جواب الطفل صاحب الثمانية أعوام لوالده: يا أبي لقد وعدتني بالزواج من تلك المرأة الجميلة قبل ثلاثة أعوام أليس كذلك  !!

وهنا انفجر الوالد ضاحكا في قهقهة عالية، و راح يحتضن ابنه بحرارة ويقول له: يا ابني لقد كنتُ أحثك على القراءة والحفظ لختم القرآن، أما تلك المرأة فهي متزوجة، فلتنسَ حكايتها، وعليك بمواصلة الدراسة لتكون عالما كبيرا إن شاء الله.

في تونس وقصة المئة كتاب.

إذا كانت أمنية الطفل محمد الصالح لم تتحقق بالزواج حيث كان الأمر مجرد حيلة جميلة من الوالد لحث ابنه على القراءة والحفظ، فإن الأمنية الثانية كانت غريبة أيضا ولكن الله حققها لاحقا وزاد عليها بأكثر من مائة كتاب.

في عام 1951 كان الطالب محمد الصالح الصديق يستعد لاجتياز شهادة العالمية وهي أعلى شهادة في جامع الزيتونة في ذلك الوقت.

كان هذا الطالب حينها مضرب المثل في الاجتهاد والتحصيل بين زملائه ومثالا للنبوغ المبكر بين أساتذته، فقد أصدر وهو طالب بالزيتونة كتابه الأول (أدباء التحصيل) ، وكان هذا حدثا كبيرا لجامع الزيتونة في تلك الفترة ومفخرة للطلبة الجزائريين الذين كانت بلادهم ترزح تحت النير الاستعماري.

وعشية بدء امتحانات تلك الشهادة تناقش الطالب محمد الصالح الصديق مع زميل له هو الأستاذ الراحل شقار الثعالبي في ما يجب أن يركزا عليه من دروس قبل ذلك الامتحان المصيري.

وفجأة خطرت ببالهما فكرة الذهاب إلى بيت أحد أساتذتهم ممن يرون فيه النصيحة لعله ينبههم إلى الاهتمام ببعض الدروس أو يعطي لهم إشارات للتركيز على بعض الدروس.

وهكذا قصدا معا بيت أستاذهما الذي استقبلهما بصدر رحب وقدم لهم القهوة والحلويات ثم راح يسألهم عن القصد من الزيارة؟

وبعد تلعثم واستحياء قالا له بأنهما جاءا لأخذ النصيحة منه عن الامتحانات.

ولكن ذلك الأستاذ صرفهما بذكاء ودعاهما للتركيز على مختلف الدروس، ثم قال لهما ذلك الأستاذ المعروف بالتصوف:

إنني أنصحكما بأن تذهبا غدا مع صلاة الفجر وقبيل الامتحانات لزيارة ضريح سيدي الشاذلي أحد الأولياء الصالحين في تونس وتدعوان الله باسم بركة هذا الولي أن يوفقكما في الامتحانات و هذا كل ما أود أن أقوله لكما.

وخرج الطالبان يضربان أخماسا بأسداس، وهل سيذهبان أو يتركا خيالات أستاذهما الغارق في التصوف جانبا.

وبعد تفكير عميق قررا أن يجربا حظهما.

وهكذا فمع فجر اليوم الموالي يوم بدء الامتحانات توجه الزميلان إلى ضريح ذلك الولي الصالح وراح كل منهما يدعو الله في سره أن يمكنه من مراده.

وعندما انهيا مهمتهما راح كل منهما يسأل الآخر عن أمنيته، فإذا بالطالب شقار الثعالبي يقول لصاحبه بأنه تمنى أن يرزقه الله بفيلا جميلة في حي بوزريعة!!  

فيبتسم صاحبه محمد الصالح عن تلك الأمنية التي كانت مجرد أضغاث أحلام في ذلك الزمن القاسي من العهد الاستعماري الذي كان الجزائريون لا يحلمون فيه مطلقا بالحصول على سكن عادٍ فما بالك بفيلة في ذلك الحي الراقي!!

وبعد أن ضحكا راح الشقار يخاطب زميله محمد الصالح : و ماذا تمنيت أنت؟

وهنا راح الطالب محمد الصالح يقول بكل عفوية وبراءة و هو المسكون بالكتابة منذ شبابه المبكر: أنا طلبت الله أن يمكنني من تأليف مائة كتاب!!

وكم زادت قهقهات صديقه شقار تلك اللحظة عن تلك الأمنية التي اعتبرها في قرارة نفسه مستحيلة ومجرد أضغاث أحلام.

دخل الطالبان الامتحان ونجحا معا وعادا للجزائر.

بعد مضي سنوات على عودتهما لأرض الوطن حمل الأستاذ محمد الصالح الصديق كيسا و استقل الحافلة من قرية إبسكرين إلى تيزي وزو ومنها إلى مدينة الجزائر .

وعندما كان ينزل من الحافلة وجد بالصدفة صديقه شقار و كأنه كان في انتظاره.

تعانق الصديقان وراح كل منهما يسأل عن أحوال الآخر، ثم لاحظ الأستاذ شقار أن صديقه محمد الصالح كان يحمل معه كيسا، حيث سأله وماذا تحمل معك؟

فقال محمد الصالح لصديقه: هذا كتاب جئت لأطبعه هنا في الجزائر، وحينها احمرَّ وجه الأستاذ شقار، فإذا بصديقه محمد الصالح يقول له: أو تحسدني في ذلك ؟

لكن صديقه شقَّار راح يقول له: معاذ الله، معاذ الله.

ثم ذكره بتلك الأمنية التي تمناها في تونس قبل سنوات عندما دعا الله من أن يمكنه من تأليف مائة كتاب، ثم تمنى له أن تتحقق تلك الأمنية مما أزال الشك من نفس محمد الصالح، وطلب منه صديقه شقار في نفس الوقت أن يرافقه إلى بيته ولم يقل له أين يسكن.

والغريب في الأمر أن الأستاذ محمد الصالح وجد نفسه بعد ذلك اللقاء في بيت صديقه شقار وهو فيلة جميلة في حي بوزريعة، و بعد أن هنأ صاحبه على ذلك راح يقول له: لقد حقق الله أمنيتك وأتمنى أن يحقق لي أمنيتي لتكتمل فرحتنا معا، وحينها راح صديقه يدعو له بأن يحقق الله أمنيته بتأليف 100 كتاب !!..

تمضي الأعوام ويلتحق الأستاذ محمد الصالح الصديق بالثورة ويصبح مجاهدا يدافع عن الثورة بقلمه في مجلة المجاهد التي كانت تصدرها جبهة التحرير الوطني، بل ويصبح أحد ألسنة الثورة والناطقين باسمها يخاطب المجاهدين من خلال خطب حماسية في الجبال، ثم يصبح مسؤولا عن إذاعة الثورة في طرابلس بليبيا يكتب ويذيع ويوجه إلى أن استعادت الجزائر استقلالها.

ولم يغب قلم خلال سنوات الثورة عن الكتابة والتأليف حيث أصدر عددا من الكتب.

محمد الصالح الأستاذ الذي حبب لي الكتابة والتأليف.

كان بإمكان الأستاذ محمد الصالح الذي عرف معظم قادة الثورة أن يتولى أعلى المناصب عقب استعادة الاستقلال، ولكن هذا الأستاذ المجاهد فضل أن يكون أستاذا يُسهم في بناء الوطن وتعليم جيل جديد يشارك لاحقا في بناء الوطن وفي صنع مجده، جيل متشبع بقيم الوطنية ويعتز بهوية الشعب الجزائري وبتاريخه المجيد كما حاول الأستاذ أن يغرس ذلك في ذلك الجيل الذي أعتز بأنني كنت منهم.

في عام 1964 نجحتُ في امتحان السنة السادسة التي تؤهل الناجحين ليصبحوا طلبة في التعليم الثانوي الذي كان في تلك الفترة المبكرة من استعادة الاستقلال مدمجا في التعليم المتوسط ، حيث كانت الدراسة الثانوية تمتد سبعة أعوام كاملة تجعل الطلبة في النهاية يجتازون امتحان الباكالوريا التي تؤهلهم للتعليم العالي.

كان عمري وقتها خمسة عشر عاما، و كان أستاذ اللغة والأدب العربي الذي جاء إلى ثانوية عبان رمضان بالحراش بمدينة الجزائر هو الأستاذ محمد الصالح الصديق.

كان هذا الأستاذ الشاب وقتها يقترب من سن التاسعة والثلاثين، شاب أنيق يتقد بالحيوية والنشاط مسكون بالثورة يتحدث بإعجاب عن بعض معاركها وإنجازاتها وعن قادتها الذين عرف عددا منهم و احتك بهم،  كما كان عليه الحال مع العقيد الشهيد عميروش الذي ألف عنه كتابا، هذا العقيد الشهيد الذي أهدى الأستاذ محمد الصالح الصديق بتونس قبيل فترة من استشهاده ساعة ما يزال الأستاذ يحتفظ بها إلى اليوم.

وراح الشهيد عميروش يقول للأستاذ محمد الصالح وهو يهديه تلك الساعة: ابدأ من الآن في عدِّ الساعات المتبقية من عمر الاستعمار !

واليوم وبعد مرور واحد و ستين عاما على أول درس تلقيته مع عدد من زملائي الذين ما يزال عدد منهم على قيد الحياة ورحل آخرون على الأستاذ محمد الصالح وعلى أول لقاء جمعني وزملائي به فإنني أستطيع أن أقول إن الفضل كل الفضل في حب القراءة والكتابة ومن ثمة التأليف بالنسبة لي يعود إلى الأستاذ محمد الصالح الصديق.

فقد تناول الكلمة خلال الندوة التي أقيمت على شرفي بفندق السفير في مدينة الجزائر العاصمة يوم 6 ماي 2006 بمناسبة صدور كتابي:

 مسيرة حياة.. من الخيمة إلى البرلمان

وراح يقول لي في تلك الندوة التي حضرها عدد من المثقفين و السياسيين والوزراء الجزائريين حينها ومن بينهم المجاهد صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة الجزائري السابق:  

يا أستاذ محمد أكتب، ثم اكتب، ثم اكتب حتى تموت كي لا تموت.

ومن يومها فإنني لم أتوقف عن الكتابة حتى في أشدِّ لحظات التعب والإرهاق والمرض تنفيذا لوصية أستاذي الذي مكَّنه الله من  تحقيق أمنيته بتأليف 180 كتابا لحد الآن، وهو ما يزال يكتب.

وإنه وهو يحتفل بمائة عام على ميلاده فإن عائلته وتلامذته وطلبته ومحبيه وقراءه الأوفياء في كل الوطن وخارج الوطن يُحيون معه بكل حب  بفرح كبير هذه الذكرى الجميلة ذكرى مائة عام.

أقول لك أستاذي محمد الصالح الصدِّيق سنة حلوة يا جميل واكتب واكتب واكتب فأنت حي وستبقى حيا بيننا وبين من يأتي بعدنا من أجيال إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها.