يعكف المنتج والمخرج الجزائري، مراد أوعباس، على إتمام فيلمه الوثائقي الجديد الذي اختار له عنوان "نداء جيش التحرير الوطني".
وقال أوعباس، في تصريح لـ"الخبر"، إن الوثائقي يستعرض الظروف السياسية والتنظيمية المحيطة بإصدار وثيقتين متلازمتين: نداء جيش التحرير الوطني، وبيان جبهة التحرير الوطني في أول نوفمبر 1954، حيث دعا النداء الشعب الجزائري إلى الانخراط في معركة الكفاح المسلح، بينما تولّى البيان تعريف العالم بأهداف الثورة وبرنامجها السياسي، وهو الفيلم الذي سيرى النور في النصف الأول من سنة 2026.
يعود الفيلم، حسب، أوعباس إلى كواليس تلك المرحلة التي شهدت ظهور تيار ثالث محايد، حسم الأمر بالدعوة إلى تفجير الثورة مهما كانت الظروف والإمكانات، وبعد اجتماع مجموعة 22 التاريخية، قام كل من محمد بوضياف ومحمد العربي بن مهيدي وديدوش مراد، رحمهم الله، بطرح مسودة - النداء، وتولى صياغته ورقنه الصحفي محمد العيشاوي، رحمه الله، ومن ثم طبعه وتوزيعه في ساعة الصفر إيذانا بإعلان اندلاع الثورة الجزائرية المباركة في وجه المحتل الفرنسي، وظهور جيش التحرير الوطني للوجود.
وبخصوص دعم الفيلم، أوضح، أوعباس أن: "العمل لا يحظى بدعم أية جهة حكومية أو خاصة، وإنما جهد خاص يموّل من موارد مؤسستي للإنتاج السينمائي، إيمانا منا بأهمية الفكرة وجدارتها بالمعالجة، كما هو واجب على جيلنا نحو جيل الآباء المؤسسين وأمجادنا أن نحمي ذاكرتهم وفق وصيتهم... وننقل هذا الإرث التاريخي إلى الأجيال في قالب فني وبصري ممتع".
وعن اختياره إنجاز وثائقي في هذا الموضوع، أكد أوعباس أن وثائق الثورة الجزائرية المباركة، تُعدّ مرجعا أساسيا يعكس بعدها السياسي والاستراتيجي، كما تمثل حجر الأساس الفكري والسياسي للجيل المؤسِّس لجبهة وجيش التحرير الوطني، مسترسلا بأن رواد الثورة قد خلّفوا وثائق على درجة عالية من الأهمية، غير أنّ بعضها - ومنها نداء جيش التحرير الوطني - لم ينل حقه من البحث والدراسة، ولم يُسلّط عليه الضوء في أي عمل وثائقي يتناول نشأته وخلفياته ودلالاته.
وقال محدثنا: "هذا النداء، يُعدّ تدشين مرحلة حاسمة في (تصحيح المسار التاريخي للجزائر) بعد غزوها واحتلالها في الخامس جويلية 1830، ليعلن النداء عن قيام ثورة الشعب الجزائري في وجه المحتل الفرنسي الغاصب"، وأضاف: "كما يعد نداء جيش التحرير الوطني: شهادة ميلاد للثورة من جهة، والبيان التأسيسي لما سيصبح لاحقًا (الجيش الوطني الشعبي) سليل جيش التحرير الوطني، من جهة أخرى، وهي لحظة وعي أعادت الأمور إلى نصابها، وأحيت الأمل في نفوس الشعب الجزائري بعد قرن ونصف من جرائم الاحتلال؛ من هنا جاءت فكرة إنجاز هذا العمل الوثائقي الأول من نوعه".
وختم أوعباس قائلا: "ومن محاسن الأقدار أن تقاطعت جهودنا خلال مرحلة كتابة السيناريو، والبحث والإعداد لهذا العمل، مع عمل قام به الأستاذ علال بيتور، الباحث في تاريخ الثورة، حيث عثر في الأرشيف الفرنسي على نسخة - فرعية من الدرجة الأولى - من النداء وكذا من بيان جبهة التحرير الوطني، منسوخة من قبل شرطة الاستعلامات الفرنسية العامة... مع تفاصيل أخرى".
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال