اقتصاد

مشروع غارا جبيلات على السكة

يشكل نقلة نوعية في مسار التنمية الاقتصادية الجزائرية.

  • 51
  • 2:50 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

يشكل مشروع غارا جبيلات، الذي يرتبط بشكل وثيق بإنشاء خط سكة حديد بشار - تندوف - غارا جبيلات، ووضعه حيز الخدمة على امتداد 950 كلم، الذي انتهت به الأشغال نهاية 2025، يشكل نقلة نوعية في مسار التنمية الاقتصادية الجزائرية. هذا المشروع الضخم يهدف إلى استغلال الثروات المعدنية الهائلة الموجودة في منطقة غارا جبيلات، خاصة خام الحديد، وتحويلها إلى قيمة مضافة من خلال إنشاء وحدة لمعالجته.

وترتكز توجهات قطاع الطاقة والمناجم على تثمين أهم الأقطاب، وهي منجم غارا جبيلات، الذي يعد قطبا واعدا في منطقة الجنوب الغربي للبلاد، الذي تقدر احتياطاته بأكثر من 3.5 مليار طن من خام الحديد، منها 1.7 مليار طن قابلة للاستغلال.

وقد تم، يوم الجمعة 26 ديسمبر 2025، العملية التفجيرية الأولى التي أشرفت عليها الشركة الوطنية للحديد والصلب “فيرال”، التابعة لـ “سوناريم”، تحت إشراف الديوان الوطني للمتفجرات، وتمت في ظروف جيدة، مع الالتزام الصارم بإجراءات الأمن والوقاية وأسفرت العملية عن تفجير كمية تفوق 75 ألف طن من خام الحديد، ستليها عمليات مماثلة شهريا بداية من جانفي 2026، لضمان تشكيل مخزون من الحديد الذي يتم معالجته على مستوى وحدة المعالجة الأولى.

ومن المتوقع أن تدخل أولى وحدات المعالجة الأولية (تفتيت، سحق، فصل) حيز التشغيل بنهاية أبريل 2026، بطاقة 4 ملايين طن/سنة، مع خطط لتطوير إنتاج مركز الحديد وصولاً إلى 10 ملايين طن بحلول 2032.

وقد وقعت الاتفاقية الأولى بين شركة فيرال فرع سوناريم، والشركة الصينية "سينوستيل"، لبناء أول وحدة لمعالجة خام الحديد، بقدرة معالجة تصل إلى 4 مليون طن، فيما تخص الاتفاقية الثالثة إنشاء شركة مشتركة لبناء وحدة لمركزات خام الحديد بين شركة توسيالي وشركة فيرال.

مشروع انجاز مصنع معالجة خام الحديد مشروع هيكلي ضخم، حيث يساهم مصنع معالجة خام الحديد في تنمية الجنوب الغربي من خلال التوظيف وتشييد الوحدات السكنية ومرافق اجتماعية، بما فيها المدينة المنجمية لغارا جبيلات، التي ستستوعب أكثر من 5 آلاف ساكن، وهذا سيعطي ديناميكية كبيرة للمنطقة.

كما أنه سيساهم في تطوير شبكة من المؤسسات المصغرة والمتوسطة، وسيساهم في ترقية القطاعات المتعلقة بتثمين الموارد المنجمية، مقابل إنجاز وحدة ثانية لإنتاج مركز الحديد بالشراكة بين شركتي “فيرال” التابعة لـ “سونارم” و “توسيالي”، بطاقة مماثلة تبلغ 4 ملايين طن سنويًا. وتهدف الوحدة إلى إنتاج مركز حديد عالي التركيز (63 بالمائة)، مع تقليص نسبة الفسفور، وهي مرحلة ضرورية قبل تصنيع المواد نصف المصنعة الموجهة لصناعة الحديد والصلب بمركب “توسيالي” في وهران.

وشهدت نهاية عام 2025 تحولات في المشهد الاقتصادي الجزائري، مع استقبال مشروعين كبيرين من شأنهما تعزيز مكانتها كقوة صناعية واقتصادية في المنطقة، ويتعلق الأمر بمشروع خط السكة الحديدية الرابط بين بشار وتندوف وغارا جبيلات، الذي يمتد على طول 950 كيلومترا، ووحدة معالجة خام الحديد الأساسية في منجم غارا جبيلات.

وتندرج المحطتان ضمن مشروع استراتيجي ذي أبعاد متعددة، حيث يمثل هذان المشروعان معا نقلة نوعية في مسار التنمية الاقتصادية للجزائر، ويشكل استكمال بناء خط السكة الحديدية بشار - تندوف - غارا جبيلات، بالجنوب الغربي الجزائري، بنية تحتية أساسية لاستغلال خام الحديد بغارا جبيلات، المنجم الذي يحوز احتياطيات تقدر بنحو 3.5 مليار طن. ومن المقرر أن يدخل هذا الخط البالغ طوله 950 كيلومترا حيز الاستغلال في نهاية عام 2025 وبداية 2026، وسيربط مناطق الاستخراج بالمراكز الصناعية والموانئ، مما يسهل نقل الحديد الخام إلى بشار ووهران.

وتتيح المنشأة الإستراتيجية نقل نحو 50 مليون طن من معدن الحديد سنويا، فيما ينتظر تسليم وحدة المعالجة للحديد، بقدرة 4 مليون طن، مع ارتقاب مشاريع توسعة ودعم، بهدف تحويل جزء من المادة الخام، إلى مادة نصف مصنعة قبل نقلها.

ويضم منجم غارا جبيلات 3 مناطق استغلال، هي غارا جبيلات شرق، وغارا جبيلات وسط، وغارا جبيلات غرب، وتحوي الأخيرة احتياطيًا يُقدّر بنحو 1.7 مليار طن من الحديد الخام.

لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع