الوطن

"كفى افتراءات من الطغمة العسكرية في مالي"

في محاولة مكشوفة لنقل الخلافات الثنائية إلى الساحة الإقليمية والهروب من الأزمات الداخلية المتفاقمة في مالي.

  • 9041
  • 2:04 دقيقة
الصورة: وكالات
الصورة: وكالات

رد الوفد البرلماني الجزائري بقوة على مزاعم وفد النظام الانقلابي في مالي، خلال الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي احتضنتها العاصمة الإندونيسية جاكرتا .

جاء ذلك بعد محاولة ممثل باماكو إعادة ترويج رواية الطغمة العسكرية في بلاده بشأن إسقاط طائرة مسيّرة حاولت التسلل إلى الأجواء الجزائرية من جهة مالي، في محاولة مكشوفة لنقل الخلافات الثنائية إلى الساحة الإقليمية والهروب من الأزمات الداخلية المتفاقمة في مالي.

وفي رده، قال النائب يزيد بن حمودة، عضو الوفد الجزائري، إن "الجزائر، المعروفة بثبات مواقفها وحكمتها ووساطتها في فض النزاعات، لا يمكن أن تصمت أمام هذه الافتراءات المغرضة"، مؤكدا أن الرد الجزائري جاء "دون الانحدار إلى مستوى الخطاب المتشنج والمسيء".

وأضاف بن حمودة، في كلمته التي اتسمت بالهدوء والصرامة في آن واحد: "احتراما لمبدأ السيادة وعدم التدخل في شؤون الدول، أقف أمامكم لأرد بلياقة على تهجم من يمثل طغمة مغتصبة للسلطة، تجرأ على الافتراء على الجزائر التي لم تمد يدها يوما إلا من أجل السلام، دون حسابات ضيقة أو نوايا خبيثة".

واستحضر المتحدث عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الجزائري والمالي، مشيرا إلى الدور الريادي الذي لعبته الجزائر في دعم مسارات السلام في مالي، على رأسها اتفاق الجزائر لعام 2015، الذي تخلت عنه السلطات الانقلابية الحالية.

وتساءل بن حمودة: "كيف يمكن لبلد (يقصد الجزائر) اكتوى بنار الإرهاب لعشرية كاملة أن يُتّهم برعايته اليوم؟ ومن طرف من؟ من أطراف لا تملك شرعية وتخدم أجندات خارجية مشبوهة!"

ووصف عضو الوفد الجزائري التصريحات المالية بـ"الهذيان السياسي"، معتبرا أنها لا تصدر إلا عن "طرف مأجور، مستعد للتفريط في مصالح وطنه وشعبه مقابل تنفيذ مخططات قوى أجنبية"، وهو ما ترفضه الجزائر جملة وتفصيلا.

وأكد النائب بن حمودة أن الجزائر ستظل وفية لمواقفها المبدئية في نصرة القضايا العادلة ودعم استقرار وأمن الشعوب الإسلامية، وأنها لا تميّز بين أشقائها، بل تسعى دائما لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر.

وكان ممثل باماكو قد استغل كلمته ليكرر سردية الطغمة العسكرية الحاكمة، متقمصا دور "الضحية"، في محاولة لاستدرار عطف الحاضرين وإحراج الجزائر المنهمكة في أولويات داخلية وإقليمية أكثر أهمية، وهو ما اعتبره الوفد الجزائري خطابا كتب بأقلام غير مالية.

وفي مظهر آخر من مظاهر توظيف العداء للجزائر، أشرف وزير التعليم العالي المالي بوريما كانسايي في باماكو على مائدة مستديرة حول "تاريخ وواقع ومستقبل العلاقات الجزائرية-المالية"، بحضور مسؤولين حكوميين وممثلين عن وزارة الخارجية.

وخلال حديثه، لجأ إلى تعابير من علم النفس السياسي لإثارة العداء ضد الجزائر، واقترح استحداث "يوم وطني" في مالي لتخليد ما وصفه بدور بلاده في تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، في محاولة يائسة لتحويل النقاش الداخلي بعيدا عن فشل الطغمة العسكرية في معالجة الأزمات الأمنية والاقتصادية والطاقوية التي تواجه مالي.