+ -

وزير العدل حافظ الأختام يقرأ رسالة الرئيس إلى الفلاحين ولا يقرأها وزير الفلاحة أو حتى مستشار له كما جرت العادة.. مسألة غريبة! فما علاقة العدالة بالفلاحة؟! ومع ذلك، هذه مقبولة، فالمسألة مسألة ثقة رئاسية في من يقرأ الرسالة باسم الرئيس!لكن الغريب أن وزير العدل ووزير الفلاحة والوزير الأول كلهم أشادوا برعاية الرئيس لقطاع الفلاحة، وأبانوا في خطبهم ببلاغة متناهية بأن الرئيس هو الفلاح الأول في البلاد... تماما مثلما هو القاضي الأول في العدالة، وهو الصناعي الأول في الصناعة، وهو التجاري الأول في التجارة، وهو الطبيب الأول في الصحة، وهو المعلم الأول في التعليم... كل هذا ليس غريبا على وزراء اليوم، لكن الغريب هو أن الوزير الأول كاد يقنع الناس هو الآخر بأن الرئيس هو أيضا الوزير الأول في البلاد!لكن هؤلاء جميعهم قالوا إن الدولة أعطت عناية كاملة للفلاحة، ومع ذلك ما تزال البلاد تستورد الحليب والحبوب والبصل والثوم والحمص.. وأن الرئيس الفلاح الأول والوزير الأول قد بنى السدود الكثيرة ومع ذلك ما تزال الفلاحة في الجزائر مرتبطا سقيها بأمطار السماء في 95% من إنتاجها الفلاحي، وأنه إذا شحت السماء فالحكومة لا تذهب لمحاسبة وزارة الري على عدم وضع قنوات استغلال مياه السدود الكثيرة، بل تتجه الحكومة إلى وزير الشؤون الدينية ليصلي بالناس صلاة الاستسقاء لسقي أراضي الفلاحين وإنقاذهم من الجفاف! وإذا لم تمطر، قامت الحكومة بتغيير الوزير، لأن السماء غاضبة عليه فلم تستجب لصلاته! أو ربما ارتكب خطيئة وصلى بلا وضوء!الحكومات المتعاقبة بذلت جهودا جبارة أيضا لاستصلاح الأراضي، ومع ذلك قال الوزير الأول إن هناك 3 ملايين هكتار غير مزروعة، ولو زرعت هذه المساحة حبوبا وأنتجت 10 قناطير في الهكتار الواحد لاستغنت البلاد عن استيراد 30 مليون طن من القمح، وهي الكمية التي تستوردها البلاد تقريبا!المصيبة أن هذه المساحات المهملة تحتاج فقط للحرث والحصاد، والبلاد وفرت آلات الحرث والحصاد في مصانع إنتاج العتاد الفلاحي، وأنتجت هذه المصانع ما يلزم من عتاد، ولكنه بقي مكدسا يأكله الصدأ والأراضي الفلاحية يأكلها البور، ولم يحس هؤلاء الذين يتحدثون عن الفلاحة باسم الرئيس ومكانه أنهم هم سبب غياب الحلقة المفقودة بين الحقول الفلاحية وآلات مصانع المركبات الفلاحية. هؤلاء يتركون الأرض بورا، وآلات الفلاحة يأكلها الصدأ ويستوردون القمح من الخارج عوض أن ينتجوه في الجزائر بسبب حكاية “الكوميسيون” في مسألة الاستيراد! هؤلاء تحدثوا باسم الرئيس للفلاحين وقالوا لهم الرئيس أعطاكم ونحن منعنا عنكم والآن سنعطيكم[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات