+ -

ما يقع في الجزائر هذه الأيام مخيف ومفزع... وينذر بما لا تحمد عقباه.. غياب شبه كامل لمؤسسات الدولة وإشاعات تملأ الساحة وتجرف الرأي العام في طريقها بطريقة ألعن من السيول التي تضرب البلاد في عز الصيف.!غياب شبه تام لمؤسسات الدولة الحيوية في المعالجة الإعلامية لقضايا تشغل بال الرأي العام.. ووسائل الإعلام العمومية والخاصة أصابتها السكتة الإعلامية في ظرف كان من المفروض أن تقوم بدورها في تنوير الرأي العام بشأن ما يحدث خاصة في الجنوب.هل من الحكمة الإعلامية أن تترك البلاد تحت رحمة مواقع التواصل الاجتماعي تقود كما تشاء الرأي العام في الاتجاه الذي تريده ؟! أو وفق ما تراه؟!من العار الإعلامي والسياسي للسلطة أنها تمارس الحماية الجمركية للرأي العام بالوسائل التقليدية التي كانت تمارس بها هذه الحماية في عهد الحزب الواحد.. ونحن الآن نعيش في عهد الأنترنت والسماوات المفتوحة؟!هل الغموض الذي يطبع تسيير المعلومات الخطيرة التي تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي مقصود من السلطة.! أم أن البلاد أصابها الفراغ حتى في تسيير ما يتسرب من معلومات؟! وهل السلطة أصبحت عاجزة حتى عن التحكم في أسرارها الخطيرة، وإذا كانت هذه الإشاعات حقائق وليست إشاعات فلماذا تعمد السلطة إلى تسريبها، بل وتهريبها في مواقع تثير الفزع أكثر مما تثير الفضول الإعلامي لدى الرأي العام.لقد بينت هذه البلبلة الإعلامية الحاصلة في الرأي العام بخصوص أحداث خطيرة، بينت أن السلطة ألحقت أضرارا فادحة بالجهاز الإعلامي الوطني، أفقدته المهنية والحيوية وجعلته فريسة سهلة للإشاعات وللأخبار التي تسرب إلى الوسائط الحديثة للإعلام الجديد.. وباتت الجزائر إعلاميا محتلة بالكامل من طرف الوسائط الإعلامية التي تسير من خارج البلاد؟! وهذه متاعب جديدة تضاف إلى المتاعب السابقة التي تواجهها البلاد في مجال التسيير السياسي والإداري والاقتصادي للبلاد.. فأصبح التسيير الإعلامي لوقائع الشأن العام أشد خطورة على وحدة وأمن البلاد من الوضع السياسي والاقتصادي[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات